كتاب تقييد العلم للخطيب البغدادي
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: §«مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . قَالَ فَمَكَثْنَا قَرِيبًا مِنْ شَهْرٍ لَا نُحَدِّثُ بِشَيْءٍ فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ كَأَنَّ عَلَى رُؤُسِنَا الطَّيْرُ فَقَالَ: " مَا لَكُمْ لَا تُحَدِّثُونَ؟ فَقُلْنَا: سَمِعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ: «مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» , قَالَ: فَقَالَ: «تَحَدَّثُوا وَلَا حَرَجَ» قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُحَدِّثُنَا فَلَا نَأْمَنُ أَنْ نَضَعَ شَيْئًا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهِ أَفَأَكْتُبُ عَنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ , فَاكْتُبْ عَنِّي» . قَالَ: قُلْتُ: فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ؟ قَالَ: «فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ»
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، وَأَنْا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ رَنْجَوَيهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ اللَّبَّادُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,: إِنِّي §أَسْمَعُ مِنْكَ الشَّيْءَ فَأَكْتُبُهُ , قَالَ: «اكْتُبْهُ» . قَالَ: قُلْتُ: إِنَّكَ تَغْضَبُ وَتَرْضَى , قَالَ: إِنِّي لَا أَقُولُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا إِلَّا حَقًّا ". قَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ فَحَدَّثْتُ بِهِ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ , فَقَالَ: سَمِعْتُهُ كَمَا سَمِعَ إِسْمَاعِيلُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ مِثْلَهُ وَلَكِنِّي حَفِظْتُ عِلْمًا عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ , فَأَمَّا الَّذِي كَتَبْتُهُ فَنَسِيتُهُ وَأَمَّا الَّذِي لَمْ أَكْتُبْهُ فَحَفِظْتُهُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ , أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ،: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُلَيَّةَ فَحَدَّثَهُ -[79]- بِحَدِيثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَكْتُبُ عَنْكَ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَقُولَ فِي ذَلِكَ إِلَّا حَقًّا ". فَنَفَضَ إِسْمَاعِيلُ ثَوْبَهُ حَيْثُ حَدَّثَهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ هَذَا الْحَدِيثَ , وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْكَذِبِ وَأَهْلِهِ , مِرَارًا , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ أَبِي: كَانَ ابْنُ عُلَيَّةَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الْبَصْرِيِّينَ , قُلْتُ , يَعْنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ امْتِنَاعُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَكَراهَتُهُمْ لَهُ , وَلَيْسَ يَجُوزُ لِمَنْ ذَهَبَ مَذْهَبًا أَنْ يَرُدَّ مَا خَالَفَهُ وَيَقْضِي بِبُطُولِهِ , إِلَّا بِحُجَّةٍ قَاطِعَةٍ وَبَيِّنَةٍ ثَابِتَةٍ , وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مِثْلَ مَا قَدَّمْنَا رِوَايَتَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ وَاشْتَهَرَ ذَلِكَ حَتَّى قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا أَحَدٌ أَكْثَرُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , مِنِّي إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَلَمْ أَكُنْ أَكْتُبُ أَوْ كَلَامًا هَذَا مَعْنَاهُ , سَنَذْكُرُهُ بَعْدُ , إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يُسَمِّي صَحِيفَتَهُ الَّتِي كَتَبَهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , الصَّادِقَةَ. فَأَمَّا أَحَادِيثُ مَنْ تَابَعَ رِوَايَةَ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ
الصفحة 78
201