كتاب مشيخة ابن شاذان الصغرى

جُوَالِقِي لَا تَنْفِرُ عَلِيَّ الإِبِلُ فَأَعْطَيْتُهُ عِقَالَهُ قَالَ فحذه بِعَصَاً كَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْمَوْتِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَتُوَافِي الْمَوْسِمَ قَالَ مَا أريدُ أَنْ أَفِيهِ الْعَامَ وَرُبَّمَا وَافِيتُ قَابَلَ قَالَ فَهَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي إِنْ وَافِيْتَ الْمَوْسِمَ رِسَالَةً قَالَ نَعَمْ قَالَ إِذَا وَافِيْتَ الْمَوْسِمَ وَصِرْتَ بِمِنَىً فَنَادِ يَا آلَ قُرَيْشٍ فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ يَا آلَ هَاشِمٍ فَإِذَا أَجَابُوكَ فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلانَاً قَتَلَنِي بِعَصَاً فِي عِقَالٍ قَالَ فَلَمْ يُوَافِ الرَّجُلُ الْيَمَانِيُّ الْمَوْسِمَ ذَلِكَ الْعَامَ وَقَدِمَ الْقُرَشِيُّ فَلَقِيَهُ أبُو طَالِبٍ فَقَالَ مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا قَالَ مَرِضَ فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ ثُمَّ مَاتَ فَوَلِيتُ دَفْنَهُ وَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ فِي أَمْرِهِ فَقَالَ أبُو طَالِبٍ كَانَ أَهْلَ ذَلِك مِنْكُمْ قَالَ ثُمَّ دَخَلَ الْيَمَانِيُّ وَوَافَى الْمَوْسِمَ فَلَمَّا صَارَ بِمِنَىً نَادَى يَا آلَ قُرَيْشٍ فَجَاءَهُ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا هَذِهِ قُرَيْشٌ فَمَا حَاجَتُكَ قَالَ يَا آلَ هَاشِمٍ فَجَاءَهُ رِجَالٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَقَالُوا هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ فَمَا حَاجَتُكَ قَالَ أُرِيدُ أبَا طَالِبٍ فَقَالُوا هَذَا أبُو طَالِبٍ فَقَالَ أَمَرَنِي فُلانٌ أبلغك أَنَّ فُلانَاً قَتَلَهُ بِعَصَاً فِي عِقَالٍ قَالَ فَلَقِيَ أبُو طَالِبٍ الْقُرَشِيَّ فَقَالَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا خطاء بِعَصَاً اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلاثٍ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنَا مئة مِنَ الإِبِلِ دِيَّتَهُ فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَحْضِرْ خَمْسِينَ رَجُلاً مِنْ قَوْمِكَ يَحْلِفُونَ أَنَّكَ لَمْ تَقْتُلْ صَاحِبَنَا وَإِنَّكَ بَرِيءٌ مِنْ قَتْلِهِ وَإِلاَّ قَتَلْنَاكَ بِهِ فَأَرْسَلَ الْقُرَشِيُّ إِلَى قَوْمِهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَدْ أَخَذَنِي بِفُلانٍ فَعَرَضَ عَلِيَّ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَجَاءَ قَوْمُهُ فَقَالُوا نَحْلِفُ قَالَ وَجَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ إِلَى أَبِي طَالِبٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ فِيهِمْ وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ابْنٌ فَقَالَتْ يَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّمَا نَصِيبُ كُلِّ رَجُلٍ بَعِيرَانِ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي بَعِيرَيْنِ وَلا تُصْبِرْ بِيَمِينِ صَاحِبِنَا فِيمَا تُصْبَرُ مِنَ الأَيْمَانِ قَالَ ذَاكَ لَكِ قَالَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَْوِم بِبَعِيرَيْنِ فَقَالَ يَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّمَا نَصِيبُ كُلِّ رَجُلٍ بعيران هَذَا بعيران

الصفحة 24