كتاب تنوير الغبش في فضل السودان والحبش

(أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة بن شرَاحِيل)
كَانَت خيل لبني الْقَيْن فِي الْجَاهِلِيَّة قد أغارت على أَبْيَات بني معن فاحتملوا زيدا وَهُوَ يؤمئذ غُلَام، فوافوا بِهِ سوق عكاظ. فَعَرَضُوهُ للْبيع، فَاشْتَرَاهُ حَكِيم بن حزَام لِعَمَّتِهِ خَدِيجَة بأربعمائة دِرْهَم، فَلَمَّا تزَوجهَا رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهبته لَهُ، فَتَبَنَّاهُ قبل الْإِسْلَام، وَكَانَ زيد قَصِيرا آدم شَدِيد الأدمة، فِي أَنفه فطس، فَأعْتقهُ رَسُول اللَّهِ وزوجه مولاته أم أَيمن وَكَانَت حاضنة رَسُول اللَّهِ فَولدت لَهُ أُسَامَة ويكنى أُسَامَة أَبَا مُحَمَّد، وَكَانَ يُقَال لَهُ: الْحبّ بن الْحبّ وَكَانَ أسود.
[56] أخبرنَا أَبُو بكر بن أبي طَاهِر الْبَزَّاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو إِسْحَاق الْبَرْمَكِي قَالَ أَنا ابْن حيويه قَالَ: أَنا ابْن مَعْرُوف قَالَ أَنا ابْن الْقَاسِم قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ ثَنَا يزِيد بن هَارُون قَالَ نَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخر الْإِفَاضَة من عَرَفَة من أجل أُسَامَة بن زيد ينتظره، فجَاء غُلَام أفطس أسود، فَقَالَ أهل الْيمن: إِنَّمَا حبسنا من أجل هَذَا، قَالَ: فَلذَلِك كفر أهل الْيمن من أجل ذَا، قلت ليزِيد بن هَارُون: وَمَا يَعْنِي بقوله: كفر أهل الْيمن؟ قَالَ: ردتهم حِين ارْتَدُّوا فِي زمن أبي بكر،

الصفحة 131