كتاب تنوير الغبش في فضل السودان والحبش

، فَخذي هَذَا الدِّينَار فأهدي لَهَا بِهِ إِذا أَصبَحت عِنْدهَا غَدا لِئَلَّا ترى بك خصَاصَة وَلَا تذكرين الدِّينَار لَهَا. ثمَّ أَتَى صاحبا لَهُ ليستنصحه، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيد أَن أجمع زَوْجَتي الجديدة إِلَى أم محجن غَدا فأتني مُسلما، فَإِنِّي سأستجلسك للغداء، فَإِذا تغديت فسلني عَن أحبهما إِلَيّ، فَإِنِّي سأنفر وَأعظم ذَلِك وَأبي أَن أخْبرك، فَإِذا أَبيت ذَلِك فاحلف عَليّ، فَلَمَّا كَانَ الْغَد زارت زَوجته الجديدة أم محجن وَمر بِهِ صديقه فاستجلسه فَلَمَّا تغديا أقبل الرجل عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا محجن، أحب أَن تُخبرنِي عَن أحب زوجتيك إِلَيْك. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ {أتسألني عَن هَذَا وهما يسمعان} مَا سَأَلَ عَن هَذَا أحد قبلك.
قَالَ: وَإِنِّي أقسم عَلَيْك لتخبرني، فوَاللَّه لَا أعذرك، وَلَا أقبل إِلَّا ذَاك، قَالَ: أما إِذْ فعلت فأحبهما إِلَيّ صَاحِبَة الدِّينَار، وَالله لَا أزيدك على هَذَا شَيْئا، وأعرضت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تضحك، ونفسها مسرورة وَهِي تظن أَنه عناها بذلك القَوْل.
[86] أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور قَالَ: أَنا الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار قَالَ أنبأ الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي قَالَ أَنا أَبُو عمر بن حيوية قَالَ: أنبأ أَبُو بكر مُحَمَّد بن خلف قَالَ: أَخْبرنِي يزِيد بن مُحَمَّد المهلبي عَن مُحَمَّد بن سَلام قَالَ:

الصفحة 172