كتاب تنوير الغبش في فضل السودان والحبش

مَا عدا عِيسَى بن مَرْيَم مَا قلت هَذَا الْعود، فتناخرت بطارقته حوله حِين قَالَ مَا قَالَ، فَقَالَ: وَإِن نخرتم وَالله اذْهَبُوا فَأنْتم سيوم بأرضي، والشيوم الآمنون من سبكم غرم، من سبكم غرم، مَا أحب أَن لي دبرا [من] ذهب وَأَنِّي آذيت رجلا مِنْكُم - والدبر بِلِسَان الْحَبَشَة: الْجَبَل - ردوا عَلَيْهِمَا هداياهما فَلَا حَاجَة لنا بهَا فوَاللَّه مَا أَخذ اللَّهِ مني الرِّشْوَة حِين رد عَليّ ملكي فآخذ الرِّشْوَة فِيهِ، وَمَا أطَاع النَّاس فِي فأطعهم فِيهِ.
قَالَت: فَخَرَجَا من عِنْده مقبوحين مردودا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ، وأقمنا عِنْده بِخَير دَار مَعَ خير جَار.
قَالَت: فوَاللَّه إِنَّا على ذَلِك إِذْ نزل بِهِ من ينازعه فِي ملكه، قَالَت: فوَاللَّه مَا علمنَا حزنا قطّ كَانَ أَشد من حزن حزناه عِنْد ذَلِك تخوفا أَن يظْهر ذَلِك على النَّجَاشِيّ، فَيَأْتِي رجل لَا يعرف من حَقنا مَا كَانَ النَّجَاشِيّ يعرف مِنْهُ.
قَالَت: وَسَار النَّجَاشِيّ وَبَينهمَا عرض النّيل.
قَالَت: فَقَالَ أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[هَل] من رجل يخرج حَتَّى

الصفحة 68