كتاب الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية (اسم الجزء: 1)

الأرض» «1» وحديث: «ساعد الله أشد، وموسى الله أحد» «2».
ثم قال:" فإن المجاز فيه راجح، وحكمه التأويل على ما ترجح فيه" اهـ.
ثم ذكر الطبقة الثالثة فقال:" والثالث كقوله: ويَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ «3» فإنه بين الصفة الوجهية اللائقة بمنصب الإلهية، وبين الرتبة الجاهلية إلى العظمة الذاتية.
فحكم مثل هذا راجع الى ترجيح المجتهد في أحكام العقائد، فإن غالب مسائلها من هذا وأشباهه: اجتهادية، لكنها أعلى رتبة من مسائل الفروع «4» " اهـ.
قلت: أما قوله- رحمه الله- في حديث «من تقرب مني ... تقربت منه» فلا لزوم لتأويله القرب بقرب الرحمة. بل قرب الله من المتقرب إليه بالعمل الصالح: قرب بذاته ورحمته على ما يليق بجلاله، ولا ندرك كيفية ذلك ومعلوم أن معنى قرب الله بذاته وهرولته إليه ومشيه ليس بقطع المسافة، ومشابهة المخلوقين
__________
(1) رواه الطبراني في معجمه، وابن عدي، وابن خلاد، وغيرهم، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 575 - 576)، وقال:" حديث لا يصح"، والعجلوني في كشف الخفاء (1/ 417)، وذكر أنه موقوف على ابن عباس، وذكره الألباني في الضعيفة (1/ 257)، وبين وجه ضعفه، وأقوال أهل الحديث في سنده، وله شواهد ذكرها المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 31 - 32)، وسيأتي كلام ابن تيمية عنه إن شاء الله، وذكر بعض ألفاظه.
(2) أخرجه أحمد في المسند (3/ 473)، (4/ 137) بأسانيد متعددة حكم على بعضها أحمد البنا في الفتح الرباني (14/ 178)، (16/ 30)، وهي بمجموعها تفيد أن الحديث صحيح. ومن ألفاظه عنده:" ... فقال: إذا آتاك الله مالا فلير عليك، ثم قال: هل تنتج ابل قومك صحاحا آذانها فتعمد إلى موسى فتقطع آذانها ... قال فإنما آتاك الله عز وجل لك، وساعد الله أشد، وموسى الله أحد وربما قال: ساعد الله أشد من ساعدك، وموسى الله أحد من موساك ... " الحديث.
(3) سورة الرحمن، آية: 27.
(4) انظر ص: 704 - 705 من هذا الكتاب. قلت: الحكم لا يكون إلا بالشرع لا باجتهاد المجتهد.

الصفحة 127