وتبرأ منه أربابه، وما خفي عليك فلا يخف (¬1) أن القرآن مصرح (¬2) به في الكتاتيب، ويجهر به في المحاريب، وحديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الجوامع ويستمع في المجامع، وتشد إليه الرحال، ويتبع في البراري، والفقهاء في القلانس (¬3) يفصحون في المجالس، وأن الكلام في الخفايا يدس به في الزوايا، قد (¬4) ألبس أهله الذلة (¬5)، وأشعر (¬6) بهم ظلمه، يرمون بالألحاظ (¬7)، ويخرجون من الحفاظ، يسب بهم أولادهم، وتبرأ (¬8) منهم أوداؤهم (¬9)، يلعنهم المسلمون، وهم عند المسلمين يتلاعنون".
ثم إنه جرى بعد ذلك في خلافة القائم في مملكة السلاجقة طغرل بك وذويه لعن المبتدعة -أيضًا- على المنابر، فذكر أبو القاسم بن عساكر أن وزيره (¬10) كان معتزليًّا رافضيًّا، وأنه أدخل فيهم الأشعرية لقصد
¬__________
(¬1) في س، وذم الكلام: فلم يخف. وهي ساقطة من: ط.
(¬2) في ذم الكلام: يصرح.
(¬3) القلانس: جمع قلنسوة: وهي تلبس في الرأس، ولعله قصد بها العمائم، أي: والفقهاء بعمائمهم.
انظر: القاموس المحيط -للفيروزآبادي- 3/ 675 (قلس).
(¬4) في ذم الكلام: وقد.
(¬5) في ذم الكلام: ذله.
(¬6) في ط: واستعر. وفي ذم الكلام: وأشعرهم ظلمه.
(¬7) أي: بالأنظار. واللحظ: النظر في موخر العين.
انظر: مختار الصحاح -لأبي بكر الرازي- ص: 593 (لحظ).
(¬8) في ذم الكلام: ويتبرأ.
(¬9) أي: أحباؤهم ومن يودهم.
انظر: مختار الصحاح -لأبي بكر الرازي- ص: 714 (ودد).
(¬10) أبو نصر منصور بن محمَّد الكندري.