كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

الاعتقاد مستصوب (¬1) المذهب عند أهل المعرفة بالعلم والانتقاد، يوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد، ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والعناد (¬2)، فلا بد أن يحكي عنه (¬3) معتقده على وجه الأمانة (¬4)، ويجتنب أن يزيد فيه أو ينقص منه (¬5) تركًا للخيانة، لنعلم (¬6) حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة، فاسمع ما قاله (¬7) في أول كتابه الذي سماه بالإبانة فإنه قال (¬8):
"الحمد لله الأحد الواحد العزيز الماجد" وساق الخطبة (¬9)، إلى أن قال: "أما بعد فإن كثيرًا من المعتزلة وأهل القدر مالت بهم أهواؤهم إلى التقليد لرؤسائهم (¬10) ومن مضى من أسلافهم، فتأولوا القرآن على آرائهم، تأويلًا لم ينزل الله به سلطانًا، ولا أوضح به برهانًا، ولا نقلوه عن رسول (¬11) الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن السلف المتقدمين، فخالفوا
¬__________
(¬1) في تبيين كذب المفتري: مستوصب.
(¬2) في الأصل: العباد. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط، وتبيين كذب المفتري.
(¬3) في ط: يحكي عن. وفي تبيين كذب المفتري: نحكي عنه.
(¬4) في تبيين كذب المفتري: وجهه بالأمانة.
(¬5) في تبيين كذب المفتري: ونجتنب أن نزيد فيه أن ننقص منه.
(¬6) في س، ط: ليعلم.
(¬7) في س، ط، وتبيين كذب المفتري: ذكره.
(¬8) في هامش الأصل: قف على معتقد الأشعري.
وانظر: الإبانة عن أصول الديانة -لأبي الحسن الأشعري- ص: 7 - 20، والمقابلة فيما يأتي عليه وعلى تبيين كذب المفتري.
(¬9) ساق خطبة الأشعري الواردة في "الإبانة" في "تبيين كذب المفتري ص: 152 - 155 ".
(¬10) في الإبانة: أما بعد فإن كثيرًا من الزائفين عن الحق من المعتزلة وأهل القدر مالت بهم أهواؤهم إلى تقليد رؤسائهم. .
(¬11) في الإبانة، وتبيين كذب المفتري: عن رسول رب العالمين.

الصفحة 1008