كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} (¬1) ولقوله: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (¬2) ولقوله مخبرًا عن شعيب أنه قال: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} (¬3).
ولهذا أسماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجوس هذه الأمة (¬4)؛ لأنهم دانوا بديانة المجوس [وضاهوا قولهم (¬5)، وزعموا أن للخير والشر خالقين كما زعمت المجوس] (¬6)، وأنه يكون من الشر (¬7) ما لا يشاؤه الله كما قالت المجوس ذلك.
وزعموا أنهم يملكون الضر والنفع لأنفسهم ردًّا لقول الله (¬8): {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إلا مَا شَاءَ} (¬9)،. . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
(¬1) سورة السجدة، الآية: 13.
(¬2) سورة البروج، الآية: 16.
(¬3) سورة الأعراف، الآية: 89. وجاء في الإبانة: {. . وسع ربنا كل شيء علمًا}.
(¬4) كما جاء في الحديث عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله تعالى: إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم". أخرجه ابن ماجه في سننه 1/ 35. المقدمة -باب في القدر- الحديث / 92. والآجري في الشريعة - ص: 190. وابن عاصم في "السنة" 1/ 144. وقال الألباني في تخريجه لهذا الحديث: حديث حسن، رجاله ثقات، غير أن أبا الزبير مدلس، وقد عنعنه.
وللحديث شاهد عن ابن عمر وغيره من طرق يقوي بعضها بعضًا.
انظر: سنن أبي داود 5/ 66، 67 - كتاب السنة. باب في القدر - الحديثان 4691، 4692. ومسند الإِمام أحمد 2/ 86، 125، 5/ 406، 407.
ومجمع الزوائد -للهيثمي- 7/ 205.
(¬5) في الإبانة: أقاويلهم. وفي تبيين كذب المفتري: أقوالهم.
(¬6) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والإبانة، وتبيين كذب المفتري.
(¬7) في الإبانة: الشرور.
(¬8) في الإبانة: لقول الله لنبيه - عليه السلام -.
(¬9) سورة الأعراف، الآية: 188.
وقد جاء في الأصل: ضرًّا ولا نفعًا. وهو خطأ.

الصفحة 1010