كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

ونثبت لله السمع والبصر، ولا ننفي ذلك، كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج.
ونقول: إن كلام الله غير مخلوق، وإنه لم يخلق شيئًا إلا وقد قال له: كن فيكون، [كما قال: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (¬1)] (¬2).
وإنه لا يكون في الأرض [شيء] (¬3) من خير وشر إلا ما شاء الله، وإن الأشياء تكون بمشيئة الله، وإن أحدًا لا يستطيع أن يفعل شيئًا قبل أن يفعله الله.
ولا يستغني (¬4) عن الله، ولا نقدر على الخروج من علم الله.
وإنه لا خالق إلا الله، وإن أعمال العباد مخلوقة لله مقدورة له، كما قال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (¬5)، وإن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئًا وهم يخلقون، كما قال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (¬6)، وكما قال: {لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (¬7)، وكما قال: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} (¬8)، وكما قال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} (¬9) وهذا في كتاب الله كثير.
¬__________
(¬1) سورة النحل، الآية: 40.
(¬2) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط، والإبانة، وتبيين كذب المفتري.
(¬3) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والإبانة، وتبيين كذب المفتري.
(¬4) في الإبانة، وتبيين كذب المفتري: ولا نستغني.
(¬5) سورة الصافات، الآية: 96.
(¬6) سورة فاطر، الآية: 3.
(¬7) سورة النحل، الآية: 20.
(¬8) سورة النحل، الآية: 17.
(¬9) سورة الطور، الآية: 35.

الصفحة 1015