كتاب التسعينية (اسم الجزء: 3)

وبشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر من أمته (¬1).
ولهذا يكثر في الأمة من أئمة الأمراء والعلماء وغيرهم من يجتمع (¬2) فيه الأمران، فبعض الناس يقتصر على ذكرِ محاسنه ومدحه غلوًا وهوى، وبعضهم يقتصر على ذكر مساوئه وذمه غلوًا وهوى، ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخيار الأمور أوسطها (¬3).
¬__________
= عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وفيه أن الله يقول: "اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه".
صحيح البخاري 8/ 182 كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.
وانظره في: صحيح مسلم 1/ 170 كتاب الإيمان - باب معرفة طريق الرؤية.
الحديث / 302 بلفظ "ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه" وجاء بلفظ: "انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان". في صحيح البخاري 8/ 201 كتاب التوحيد. باب كلام الله -عز وجل- يوم القيامة.
(¬1) كما جاء في الحديث الذي رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".
أخرجه أبو داود في سننه 5/ 106 كتاب السنة -باب في نفي الشفاعة - الحديث 4739. والترمذي في سننه 4/ 625 كتاب صفة القيامة - الباب رقم 11 - الحديث / 2435. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وفي سنن ابن ماجه عن جابر - رضي الله عنه - 2/ 1441 كتاب الزهد. -باب ذكر الشفاعة- الحديث / 4310.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 378 - بعد ذكره لحديث أنس المتقدم: "رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط" وفي رواية فيهما: "إنما جعلت الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي".
وفيه الخزرج بن عثمان، وقد وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد، وبقية رجال البزار رجال الصحيح".
(¬2) في الأصل: يحتج. وهو تصحيف.
والمثبت من: س، ط.
(¬3) في المثل: خير الأمور أوساطها. ويضرب في التمسك بالاقتصاد. انظر =

الصفحة 1033