الإيمان، ولا من سبيل المؤمنين، ولا من طاعة الله ورسوله.
وإذا كان كذلك، فمن ألزم (¬1) اعتقاده فقد جعله من الإيمان والدين وذلك تبديل (¬2) للدين، كما بدل من بدل من مبتدعة اليهود والنصارى ومبتدعة هذه الأمة دين المرسلين. يوضح ذلك:
الوجه الثاني:
أن الله نزه نفسه في كتابه عن النقائص، تارة بنفيها، وتارة بإثبات أضدادها، كقوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (¬3)، وقوله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} (¬4) وقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (¬5). . . الآية، وقوله: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (¬6)، وقوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ} (¬7) إلى قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (¬8) وقوله: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} إلى قوله: {فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (¬9) وقوله:
¬__________
(¬1) في ط: "التزم".
(¬2) في س: "بتبديل".
(¬3) سورة الإخلاص، الآيتان: 3، 4.
(¬4) سورة الإسراء، الآية: 111.
(¬5) سورة الفرقان، الآية: 1.
(¬6) سورة البقرة، الآية: 255.
(¬7) سورة الأنعام، الآية: 100.
في س، ط: "بغير علم".
(¬8) سورة الأنعام، الآية: 103.
(¬9) سورة المؤمنون، الآيات: 91 - 92.
وفي الأصل: "فتعالى الله عما يشركون".
وفي ط: "وتعالى عما يشركون" وهو خطأ.