كتاب التسعينية (اسم الجزء: 1)

وهو شيعي، وكتب أبي [علي] (¬1) الجبائي ونحوهم، فيقع في النقل ما فيه من جهة هؤلاء مثل هذا الموضع، فإن ما ذكره محمد بن شجاع (¬2) عن فرقة أنها قالت: إن القرآن هو الخالق، وفرقة قالت: هو بعضه، وحكاية زرقان أن القائل بهذا هو وكيع بن الجراح، هو من باب النقل بتأويلهم الفاسد، وكذلك قوله: إن فرقة قالت: إن الله بعض القرآن، وذهب إلى أن مسمى فيه، فلما كان اسم الله في القرآن، والاسم هو المسمى، كان الله في القرآن، وذلك أن الَّذي قاله وكيع وسائر الأئمة: إن القرآن من الله يعنون: أن القرآن صفة لله (¬3)، وأنه -تعالى- هو المتكلم به، وأن الصفة هي مما تدخل في مسمى الموصوف.
كما روى الخلال (¬4): حدثني أبو بكر السالمي، حدثني [ابن] (¬5)
¬__________
= راجع: المنتظم -لابن الجوزي- 6/ 99 - 105.
ووفيات الأعيان -لابن خلكان- 1/ 94، 95. ولسان الميزان -لابن حجر- 1/ 323، 324.
(¬1) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
هو: أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي البصري، شيخ المعتزلة، وأبو شيخها عبد السلام أبو هاشم الجبائي، تلقى الاعتزال على أبي يعقوب الشحام وغيره من متكلمي زمانه، إليه تنسب الفرقة الجبائية من فرق المعتزلة، له ضلالات ذكرها أصحاب المقالات.
راجع في شأنه ومذهبه: الفرق بين الفرق -للبغدادي- ص: 183، 184. ووفيات الأعيان -لابن خلكان- 4/ 267 - 269. والعبر -للذهبي- 1/ 445. وطبقات المعتزلة -للقاضي عبد الجبار- ص: 273 - 272.
(¬2) في الأصل: أبو شجاع. والمثبت من: س، ط. وتقدم التعريف به ص: 344.
(¬3) في ط: الله.
(¬4) المسند من مسائل أبي عبد الله أحمد بن حنبل رواية أبي بكر أحمد بن محمد الخلال مخطوط - لوحة: 161. يقول الخلال: أخبرني أبو بكر المروذي قال: حدثني أبو بكر السالمي قال: حدثني ابن أبي أويس قال: سمعت مالك بن أنس يقول: القرآن كلام من الله عزَّ وجلَّ وليس من الله شيء مخلوق.
(¬5) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، المسند.

الصفحة 354