كتاب التسعينية (اسم الجزء: 1)

وروى اللالكائي (¬1) من حديث أحمد بن الحسن الصوفي (¬2): حدثنا عبد الصمد -مردوية- قال: اجتمعنا إلى إسماعيل بن علية بعدما رجع من كلامه (¬3)، فكنت أنا وعلي فتى هشيم، وأبو الوليد خلف الجوهري، وأبو كنانة الأعور، وأبو محمد مسرور مولى المعلى صاحب هشيم، فقال له علي فتى هشيم: نحب أن نسمع منك ما نؤديه إلى الناس في أمر القرآن، فقال: القرآن كلام الله، وليس من الله شيء مخلوق، ومن قال: إن شيئًا من الله مخلوق (¬4) فقد كفر، وأنا أستغفر الله مما كان مني في المجلس.
وروى (¬5) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل (قال: أخبرت عن
¬__________
(¬1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 258.
(¬2) في الأصل: الصرفي. وهو خطأ. والمثبت من: س، ط، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، ولكن ورد في الشرح: "أحمد بن الحسين الصوفي ".
هو: أبو عبد الله بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، مشهور وثقه الدارقطني، سمع يحيى بن معين وأبا الربيع الزهراني وغيرهما. توفي سنة 306 هـ.
راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- 4/ 82 - 86. ولسان الميزان -لابن حجر - 1/ 151 - 153.
(¬3) بدت من ابن علية هفوات تتعلق بالكلام في القرآن، لكنه رجع وتاب فلم تغير رتبته، فهو كما قال يحيى بن معين: ثقة تقيًّا ورعًا. روى القاضي أبو الحسين بن أبي يعلى من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردوية قال: سمعت إسماعيل بن علية يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
راجع: طبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى 1/ 102. والمنهج الأحمدي للعليمي 1/ 110 - 112. وتقدم التعريف بابن علية.
(¬4) في الأصل: إن أشياء من الله مخلوقة. والمثبت من: س، ط، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة.
(¬5) روى أبو القاسم اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/ 260، 261.

الصفحة 357