كتاب التسعينية (اسم الجزء: 1)

وكذلك رواه يزيد بن وهب (¬1)، عن سفيان ومحمد بن عبد الله بن ميسرة (¬2)، عن سفيان، بهذا اللفظ.
قلت: وكذلك رواه البخاري (¬3) عن الحكم بهذا اللفظ، لكنه اقتصر به على سفيان فقال:
(حدثني الحكم بن محمد الطبري -كتبت عنه بمكة- ثنا (¬4) سفيان ابن عيينة قال: أدركت مشيختنا (¬5) منذ سبعين سنة، منهم عمرو بن دينار يقولون: القرآن كلام الله، وليس بمخلوق).
ولم يروه اللالكائي هكذا عن غير البخاري.
وإسحاق بن راهوية، قد أثبت اللفظين (¬6) جميعًا عن ابن عيينة، عن عمرو، مكتمل الإسناد والمتن، وإنما سمى - والله أعلم - زرقان وكيعًا، لأنه كان من أعلم الأئمة بكفر الجهمية وباطن قولهم، وكان من أعظمهم ذمًّا لهم وتنفيرًا عنهم (¬7)، فبلغ الجهمية من ذمه لهم ما لم يبلغهم من ذم غيره، إذ هم من أجهل الناس بالآثار النبوية وكلام السلف والأئمة، كما يشهد بذلك كتبهم، ومحمد بن شجاع هو (¬8) مجروح متهم
¬__________
(¬1) في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: موهب.
(¬2) في س، ط: مسرة.
(¬3) في خلق أفعال العباد ص: 29.
(¬4) في ط: شيختنا. وفي خلق أفعال العباد: مشائخنا.
(¬5) في خلق أفعال العباد: قال حدثنا.
(¬6) اللفظتان هما: "القرآن كلام الله، منه بدأ وإليه يعود" و"القرآن كلام الله غير مخلوق" وقد رويتا عن عمرو بن دينار - كما تقدم.
(¬7) أورد البخاري -رحمه الله- في كتابه "خلق أفعال العباد ص: 39 " ما يدل على أن وكيعًا كان من أعلم الأئمة بكفر الجهمية، حيث فصل للسائل عن حكم الصلاة خلفهم ومناكحتهم -ما أجمله الأئمة قبله- ممن توجه السائل بالسؤال إليهم.
وسوف يذكره الشيخ -رحمه الله- نقلًا عن البخاري ص: 374.
(¬8) في ط: هذا.

الصفحة 371