كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

أخبرني الحسين بن عبد الله قال: سألت أبا بكر المروذي (¬1) عن قصة ابن الثلاج، فقال، قال لي: أبو عبد الله جاءني هارون الحمال (¬2) فقال: إن ابن الثلاج تاب من صحبة المريسي، فأجيء به إليك؟ قال قلت: لا ما (¬3) أريد أن يراه أحد على بابي، قال: أحب أن أجيء به بين المغرب والعشاء، فلم يزل يطلب إلي، قال قلت: هو ذا يقول أجب (¬4)، فأي شيء أقول لك، قال: فجاء به، فقلت له: اذهب حتَّى تصح توبتك (¬5) وأظهرها، ثم رجع فبلغنا أنَّه أظهر الوقف، قال أبو بكر المروذي (¬6): فمضيت ومعي نفسان من أصحابنا فقلت له: قد بلغني عنك شيء (¬7)، ولم أصدق به، قال: وما هو؟ قلت: تقف (¬8) في القرآن، فقال: أنا أقول كلام الله، فجعل يحتج بيحيى بن آدم وغيره أنهم وقفوا، فقلمت له: هذا من الكتاب الَّذي أوصى لكم به عبيد بن نعيم، فقال: لا تذكر الناس فقلت له: أليس أجمع المسلمون جميعًا أنَّه من حلف بمخلوق أنَّه لا كفارة عليه؟ قال: نعم، قلت: فمن حلف بالقرآن أليس قد أوجبوا عليه كفارة لأنه حلف بغير مخلوق؟ فقال: هذا متاع أصحاب الكلام،
¬__________
(¬1) في الأصل: المروزي. والمثبت من: س، ط.
(¬2) هو: أبو موسى هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي البزاز، المعروف بالحمال، من حفاظ الحديث الثقات، روى عنه مسلم والنسائي وغيرهما توفي سنة 243 هـ.
انظر: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم - 4/ 2 / 92. وتذكرة الحفاظ -للذهبي - 2/ 478. وتهذيب التهذيب -لابن حجر - 11/ 8، 9.
(¬3) في الأصل: نا. والمثبت من: س، ط.
(¬4) في الأصل: نقول: أجب. والمثبت من: س، ط. ولعله المناسب.
(¬5) في س: تبوتك.
(¬6) في الأصل: المروزي. والمثبت من: س، ط.
(¬7) في س: بشي.
(¬8) في ط: نقف.

الصفحة 378