كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

ثم قال: إنما أقول كلام الله كما أقول سماء (¬1) الله وأرض الله (¬2)، ثم قال: وأي شيء (¬3) قام به أحمد بن حنبل؟ ثم قال: قد (¬4) علموكم الكلام، وأومأ إلى ناحية الكرخ (¬5) يريد أبا ثور وغيره، فقمنا من عنده فما كلمناه حتَّى مات.
وروى الخلال من وجهين عن زياد بن أيوب (¬6) قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله علماء الواقفة جهمية؟ قال: نعم مثل ابن الثلجي وأصحابه الذين يجادلون.
قلت: ولو فرض أن بعض أهل الإثبات أطلق القول بأن القرآن أو غيره من الصفات بعضه (¬7)، فهذا إما أن ينكر لأنه يقال: الصفة القائمة بالموصوف كالعلم والكلام لا يقال: هي بعضه، أو لأن الرب تبارك
¬__________
(¬1) في ط: أسماء.
(¬2) في س، ط: فإنه من الله -بدلًا من- أرض الله.
(¬3) ورد في لسان الميزان -للذهبي- 3/ 577: "إيش قام به أحمد؟ "، وقد أورد هذا الذهبي ليبرهن على أن ابن الثلجي ينال من الإمام أحمد وأصحابه.
(¬4) قد: ساقطة من: س، ط.
(¬5) الكرخ: بفتح الكاف وسكون الراء والخاء المعجمة - بالعراق.
يقول ياقوت الحموي: "وما أظنها عربية، إنما هي نبطية. . . " وهي صغيرة عامرة بشرقي دجلة، وهي في الجانب الغربي من بغداد.
راجع: معجم البلدان - لياقوت - 4/ 447. والروض المعطار في جند الأقطار - ص: 490، 491.
(¬6) هو: أبو هاشم زياد بن أيوب بن زياد الطوسي، يعرف بدلوية، حدث عنه البخاري وأبو داود والنسائي وغيرهم، قال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة 252 هـ.
انظر: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 1/ 2 / 525. وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- 1/ 156 - 158. وسير أعلام النبلاء -للذهبي - 12/ 120 - 123.
(¬7) يعني: بعض الله.

الصفحة 379