كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

قيل له: حدثنا عن علم الله الَّذي هو الله، أتزعم أنَّه قدرته؟ أبى (¬1) ذلك، وإذا (¬2) قيل له: فهو غير قدرته؟ أنكر ذلك، وهذا نظير ما أنكره من قول مخالفيه: إن علم الله لا يقال: هو الله، ولا يقال غيره.
وكان إذا قيل له: [إذا قلت: إن علم الله هو الله] (¬3)، فقل: إن الله علم، ناقض ولم يقل إنه علم مع قوله: إن علم الله هو الله.
قال (¬4): (وكان يسأل من يزعم أن طول الشيء هو هو (¬5)، وكذلك عرضه: هل طوله هو عرضه؟ قال (¬6): وهذا راجع عليه في قوله: إن علم الله هو الله، وإن قدرته هي هو لأنه إذا كان علمه هو هو، وقدرته هو هو، فواجب أن يكون علمه هو قدرته وإلّا لزم التناقض.
قال (¬7): وهذا أخذه أبو الهذيل عن أرسطاطاليس، وذلك أن أرسطاطاليس قال في بعض كتبه: إن الباري علم كله، قدرة كله، حياة كله، بصر كله، فحسن اللفظ عند نفسه، وقال: علمه هو هو) [وقدرته هي هو] (¬8).
¬__________
(¬1) في الأصل: أذلك. وفي س: أي: أبي ذلك. والمثبت من: ط، والمقالات.
(¬2) في المقالات: فإذا.
(¬3) ما بين المعقوفتين زيادة من: المقالات، يقتضيها السياق.
(¬4) مقالات الإسلاميين - للأشعري - 3/ 178.
(¬5) في الأصل؛ س: فقل: إن. وفي ط: فيقول. والمثبت من: المقالات.
(¬6) يعني الأشعري، وهي إضافة من الشيخ، والكلام متصل بما قبله في المقالات.
(¬7) أي: الأشعري. والكلام متصل بما قبله.
(¬8) ما بين المعقوفتين زيادة من: المقالات.

الصفحة 387