كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} (¬1)؛ فقال له عكرمة: أليس ترى السماء؟ قال: بلى. قال: أفكلها (¬2) ترى؟.
ففي هذا (¬3) أن عكرمة أخبر قدام ابن عباس أن إدراك البصر هو (¬4): رؤية المدرك كله دون رؤية بعضه، فالذي يرى السماء ولا يراها كلها لا يكون (¬5) مدركًا لها (¬6)، وجعل هذا تفسيرًا لقوله {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} (¬7) وأقره ابن عباس على ذلك، ومع هذا فهؤلاء (¬8) الذين نقل عنهم هذا اللفظ قد (¬9) نقل عنهم -أيضًا- إنكار تبعضه - سبحانه وتعالى - وبين الناقلون معنى ذلك.
قال الحافظ أبو الشيخ (¬10) الأصبهاني، في كتاب السنة: حدثني عبد الرحمن بن محمد الآملي، عن موسى بن عيسى بن حماد بن زغبة، ثنا نعيم بن حماد، ثنا نوح بن أبي (¬11) مريم، عن إبراهيم بن ميمون،
¬__________
(¬1) سورة الأنعام، الآية: 103.
(¬2) في السنة: فكلها.
(¬3) في، س، ط: هذه.
(¬4) في س، ط: هي.
(¬5) في س، ط: ولا يكون.
(¬6) في الأصل: مدركها. والمثبت من: س، ط.
(¬7) سورة الأنعام، الآية: 103.
(¬8) في س، ط:. . . هذا هؤلاء.
(¬9) في جميع النسخ: فقد. ولعل ما أثبت يستقيم به الكلام.
(¬10) في الأصل: قال الشيخ أبو الأصبهاني. والمثبت من: س، ط. وتقدم الكلام عليه وعلى كتابه "السنة" ص: 166.
وسوف يذكر الشيخ في نهاية النقل أن في صحته عن ابن عباس نظر، وأن الغالب على الظن أنَّه كلام غيره.
(¬11) أبي: ساقطة من: ط.
هو: أبو عصمة نوح بن أبي مريم يزيد بن عبد الله المروزي، قاضي مرو، يعرف بنوح الجامع. توفي سنة 173 هـ.

الصفحة 395