كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

وذلك هو التبعيض والتغاير الَّذي يطلقون إنكاره، وهذا أصل نفاة (¬1) الجهيمية المعطلة، وهم كما قال الأئمة: لا يثبتون (¬2) شيئًا في الحقيقة.
ولهذا قال الإمام أبو عمر بن عبد البر (¬3):
(الَّذي أقول: إنه إذا نظر (¬4) إلى إسلام (¬5) أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وسعيد وعبد الرحمن (¬6)، وسائر المهاجرين والأنصار، وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجًا، علم أن الله عزَّ وجلَّ لم يعرفه واحد منهم إلّا بتصديق النبيين وبأعلام (¬7) النبوة، ودلائل الرسالة، لا من قبل حركة ولا سكون (¬8)، ولا من باب الكل والبعض، ولا من باب كان ويكون، ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبًا، وفي الجسم ونفيه والتشبيه ونفيه لازمًا [ما] (¬9) أضاعوه، ولو أضاعوا الواجبات لما نطق (¬10) القرآن بتزكيتهم وتقديمهم، ولا أطنب في
¬__________
(¬1) في س: نفاه.
(¬2) في الأصل: يثبون. والمثبت من: س، ط.
(¬3) في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 7/ 152.
هو: يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي الحافظ، شيخ علماء الأندلس، وكبير محدثيها في وقته، له مصنفات كثيرة استقصى ذكرها القاضي عياض. يقول الذهبي: كان دينًا صينًا ثقة حجة صاحب سنة واتباع. توفي رحمه الله سنة 463 هـ.
راجع: ترتيب المدارك -للقاضي عياض 8/ 127 - 130. شجرة النور الزكية -لمحمود مخلوف - 1/ 119. تذكرة الحفاظ -للذهبي- 3/ 128 - 130.
(¬4) في التمهيد: إنه من نظر.
(¬5) في الأصل، س: الإسلام. والمثبت من: ط، والتمهيد.
(¬6) في التمهيد:. . . وعلي وطلحة وسعد وعبد الرحمن.
(¬7) في التمهيد:. . . بتصديق النبيين بأعلام. . .
(¬8) ولا سكون: ساقطة من: التمهيد.
(¬9) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والتمهيد.
(¬10) في التمهيد: الواجب ما نطق. .

الصفحة 400