كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

مدحهم وتعظيمهم، ولو كان ذلك من علمهم (¬1) مشهورًا، ومن (¬2) أخلاقهم معروفًا لاستفاض عنهم، واشتهروا [به كما اشتهروا] (¬3) بالقرآن والروايات.
وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ينزل ربنا إلى سماء الدُّنيا" (¬4) عندهم،
¬__________
(¬1) في التمهيد: عملهم. .
(¬2) في التمهيد: أو من. .
(¬3) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط. وفي التمهيد: ولشهروا به كما شهروا. . .
(¬4) جزء من حديث رواه البُخاريّ ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدُّنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له".
راجع: صحيح البخاري 2/ 47 كتاب التهجد- باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، 7/ 149 كتاب الدعوات- باب الدعاء نصف الليل.
وصحيح مسلم 1/ 521 كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه.
ونزول الرَّبِّ تبارك وتعالى على ما يليق بجلاله من غير تكييف هو مذهب السلف -رحمهم الله تعالى- والأخبار الواردة فيه صحيحة لا تقبل الشَّك، وحديث النزول رواه عدد من الصّحابة عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - وخالف في ذلك طوائف المتكلمين، وحاولوا إنكار هذه الصفة كما هو ديدنهم في سائر الصفات، وقد تولى الرد عليهم أئمة الإسلام وناقشوا حججهم، وأثبتوا أنها كسراب بقيعة.
وللاطلاع على ما قيل في هذه المسألة يراجع:
الرد على الجهمية -للدارمي- ص: 38 - 53. والتوحيد -لابن خزيمة- ص: 126 - 136. والشريعة -للآجري- ص: 306 - 314. والتمهيد -لابن عبد البر- 7/ 128 فما بعدها، وغيرها ممَّا لا يحصى.
وقد أفرد شيخ الإسلام كتابًا لشرح حديث النزول ردًّا على سؤال ورد إليه في رجلين تنازعا في حديث النزول.
أحدهما مثبت، والآخر ناف.
وقد تناول السؤال الإشكال الذي قد يطرأ على الذهن، أو يثيره من هو بعيد =

الصفحة 401