كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

مثل قول الله {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} (¬1) ومثل قوله {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (¬2) كلهم يقول: ينزل ويتجلى ويجيء بلا كيف، ولا يقولون: كيف يجيء؟ وكيف يتجلى؟ وكيف ينزل؟ (¬3) وفي قوله: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} (1) دلالة واضحة أنَّه لم يكن قبل ذلك متجليًا للجبل، وفي ذلك ما يفسر لك (¬4) حديث النزول (¬5)، ومن أراد أن يقف على أقاويل (¬6) العلماء في قوله {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} (¬7) فلينظر في تفسير بقي بن مخلد وتفسير محمد بن جرير، وليقف على ما ذكرا من ذلك- والله أعلم) (¬8).
وقد ذكر القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويلات لأخبار الصفات (¬9): وما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني (¬10) أبي،
¬__________
= عن منهج السلف في عقيدته، أو تأثر بمذاهب المعتزلة والجهمية والفلاسفة.
وحقق هذا الكتاب الأخ: محمد بن عبد الرحمن الخميس، أحد منسوبي قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين للحصول به على درجة الماجستير.
(¬1) سورة الأعراف، الآية: 143.
(¬2) سورة الفجر، الآية: 22.
(¬3) في التمهيد بعد كلمة "ينزل" ما يلي: ولا من أين جاء؟ ولا من أين تجلى؟ ولامن أين ينزل؟ لأنَّه ليس كشيء من خلقه، وتعالى عن الأشياء ولا شريك له. . .
(¬4) في التمهيد: معنى.
(¬5) في الأصل، ط: التنزل. وفي التمهيد: التنزيل. والمثبت من: س.
(¬6) في هامش س: تأويل.
(¬7) سورة الأعراف. الآية 143.
(¬8) نهاية كلام ابن عبد البر. وقد ورد في التمهيد:. . . على ما ذكرا من ذلك ففيما ذكرا منه كفاية، وبالله العصمة والتوفيق.
(¬9) إبطال التأويلات لأخبار الصفات -للقاضي أبي يعلى- مخطوط- لوحة: 98.
(¬10) في إبطال التأويلات: قال: حدثني.

الصفحة 402