كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

قال (¬1): وجواب آخر: وهو أنه لو جاز أن يحمل قوله: أبدى عن بعضه على بعض آياته لوجب (¬2) أن يحمل قوله: وإذا أراد أن يدمر على قوم (¬3) تجلى لها على جميع آياته، ومعلوم أنه لم يدمر قرية بجميع آياته، لأنه قد أهلك بلادًا، كل بلد بغير ما أهلك به الآخر (¬4).
وكذلك قال الإمام أحمد: فيما خرجه (¬5) في الرد على الجهمية (¬6) لما ذكر قول (¬7) جهم قال: (فتأول القرآن على غير تأويله، وكذب بأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وزعم أن من وصف من الله شيئًا (¬8) مما يصف به نفسه في كتابه، أو حدث عنه رسوله كان كافرًا).
فبين أحمد -في كلامه- أن من الله ما يوصف، وأنه يوصف بذلك فذلك موصوف والرب موصوف به، وأنه يوصف بذلك (¬9)، وهذا كلام سديد فإن الله في كلامه وصف ما وصف من علمه وكلامه وخلقه بيده (¬10) وغير ذلك، وهو موصوف بهذه المعاني التي وصفها، ولذلك سميت صفات، فإن الصفة أصلها وصفه، مثل جهة أصلها وجهه، وعدة وزنة أصلها وعده ووزنه، وهذا المثال (¬11) وهو فعله قد يكون في الأصل مصدرًا كالعدة والوعد، فكذلك الصفة والوصف، وقد يكون بمعنى
¬__________
(¬1) القائل القاضي أبو يعلى في المصدر السابق. والكلام متصل.
(¬2) في الأصل: كما لو وجب. والمثبت من: س، ط، والتأويلات.
(¬3) على قوم: ساقطة من إبطال التأويلات.
(¬4) في الأصل: الأخرى. والمثبت من: س، ط، وإبطال التأويلات.
(¬5) في ط: أخرجه.
(¬6) الرد على الجهمية والزنادقة. ص: 104.
(¬7) في الأصل: قوم. والمثبت من: س، ط.
(¬8) في الرد على الجهمية. .: وصف الله بشيء.
(¬9) وإنه يوصف بذلك: ساقطة من: س، ط.
(¬10) في س، ط: بيديه.
(¬11) يعني: المعتل الأول كوعده ووزنه.

الصفحة 404