كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

المفعول كقولهم: لحلية (¬1) ووجهة وشرعة وبدعة، فإن فعلًا يكون بمعنى المفعول، كقوله (¬2) {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (¬3) أي: بمذبوح، والشرعة المشروعة، والبدعة المبدعة (¬4)، والوجهة (¬5) هي: الجهة التي يتوجه إليها، فكذلك قد يقال في لفظ الصفة إذا (¬6) لم تنقل عن المصدر أنها الموصوفة (¬7)، وعلي هذا ينبغي نزاع النَّاس، هل الوصف والصفة في الأصل بمعنى واحد، بمعنى الأقوال؟ ثم استعملا في المعاني تسمية للمفعول باسم المصدر إذ الوصف (¬8) هو القول [الذي هو المصدر والصفة هي المفعول الذي يوصف بالقول] (¬9) وأكثر الصفاتية على هذا الثَّاني وقولهم -أيضًا- يصح على القول الأول، كما كُنَّا نقرره قبل ذلك، إذ أهل العرف قد يخصون أحد اللفظين بالنقل دون (¬10) الآخر، لكن تقرير قولهم على هذه الطريقة الثَّانية أكمل وأتم- كما ذكرناه هنا.
فقول أحمد وغيره: "فمن وصف من الله شيئًا ممَّا يصف به نفسه" فالشيء الموصوف هو الصفة كعلمه ويديه، وهذه الصفة الموصوفة وصف الله بها نفسه، أي: أخبر بها عن نفسه وأثبتها لنفسه كقوله {أَنْزَلَهُ
¬__________
(¬1) في س، ط: حلية.
(¬2) في س، ط: كقولهم.
(¬3) سورة الصافات، الآية: 107.
(¬4) في س: البدعة.
(¬5) في الأصل: الجهة. والمثبت من: س، ط.
(¬6) في س، ط: أن.
(¬7) في س: الموصوف.
(¬8) في س: إذا الوصف. وفي ط: إذ لوصف.
(¬9) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(¬10) في الأصل: هو دون. وقد أثبت ما رأيته صوابًا من: س، ط.

الصفحة 405