كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

متعال عن الصفة التي وصفه (¬1) بها الجهمية، وذكر أنَّه إذا قلنا: لم يزل بصفاته كلها إنَّما نصف إلهًا واحدًا. وبين أن النبات والحيوان يسمى واحدًا، وإن كان له صفات هي: كالجذع والتقريب من النخلة، وكاليد والرجل من الإنسان، فالرب أولى أن يكون واحدًا وإن كان له صفات، إذ هو أحق بالوحدانية، واسم الواحد من المخلوقات التي قد تتفرق صفاتها، وتتبعض، وتكون مركبة منها، والرب تعالى أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والمقصود أنَّه سمى هذه الأمور صفات أيضًا.
ونظير ذلك ما ذكره أبو عمر بن عبد البر في التمهيد (¬2) في شرح الموطأ (¬3) بعد أن قال: (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة، لا على المجاز، إلّا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك، ولا يحدون (¬4) فيه صفة محصورة.
وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها، والخوارج فكلهم ينكرها، ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقرّ بها مشبه، وهم عند من أقرّ بها (¬5) نافون (¬6) للمعبود.
والحقُّ (¬7) فيما قاله القائلون بما ينطق (¬8) به كتاب الله وسنة رسوله،
¬__________
(¬1) في الأصل: وصف. والمثبت من: س، ط.
(¬2) في س، تمهيده.
(¬3) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 7/ 145، 146.
(¬4) في ط: يجدون.
(¬5) في التمهيد: أثبتها.
(¬6) في الأصل: نافعوك. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط، والتمهيد.
(¬7) في الأصل: للمعبود بلا سو والحق. وفي س، ط: للمعبود بلا سوف والحق. والكلام يستقيم بدون الزيادة، كما أثبته من التمهيد.
(¬8) في التمهيد: نطق.

الصفحة 408