كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

يتقلب به ويحتال (¬1) من عقله أعضل بك، وأخفى عليك ممَّا ظهر من سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين، وخالقهم، وسيد السادة، وربهم {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (¬2)] (¬3).
اعرف -رحمك (¬4) الله تعالى- غناك عن تكلف صفة ما لم يصف الربّ من نفسه، بعجزك عن معرفة قدر (¬5) ما وصف منها إذا (¬6) لم تعرف قدر ما وصف فما تكلفك علم (¬7) ما لم يصف؟ هل يستدل بذلك على شيء من طاعته أو ينزجر (¬8) به عن معصيته؟.
فأمَّا الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقًا وتكلف (¬9)،
فقد (¬10) استهوته الشياطين في الأرض حيران [فصار يستدل -بزعمه- على جحد ما وصف الرب وسمى من نفسه بأنَّ قال: لا بد إن كان له كذا من أن يكون له كذا، فعمي عن البيِّن بالخفي بجحد (¬11) ما سمى الرَّبُّ من
¬__________
(¬1) في س: يجتال.
(¬2) سورة الشورى، الآية: 11.
(¬3) ما بين المعقوفتين ساقط من: السير، والمختصر. ومذكور في: الفتوى الحموية.
(¬4) في الأصل: هناك رحمك. والمثبت من: س، ط. وفى السير، والمختصر: فاعرف غناك.
(¬5) قدر: ساقطة من: السير، والمختصر.
(¬6) في س: إذ.
(¬7) في الأصل: تكلفك قدر علم. وسوف يعيد الشَّيخ العبارة بدون كلمة "قدر".
وفي س: تكلفك علمه. وفي ط: كلفك علم. والمثبت من: السير، والمختصر، والفتوى الحموية.
(¬8) في س: أو يقرجر. وهو تصحيف. وفي السير والمختصر: أو تنزجر به عن شيء من معصيته.
(¬9) في الأصل: تكلف. والمثبت من: س، ط، والسير، والمختصر.
(¬10) في جميع النسخ: قد. والمثبت من: السير، والمختصر، والفتوى الحموية.
(¬11) في الأصل، س: بجحد. والمثبت من: ط، والفتوى الحموية.

الصفحة 412