كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

نفسه لصمت الرَّبُّ عما لم يسمّ منها] (¬1) فلم (¬2) يزل يملي له الشيطان حتَّى جحد قول الله عزَّ وجلَّ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} (¬3) فقال: لا يراه أحد (¬4) يوم القيامة (¬5) [فجحد -والله- أفضل كرامة الله التي أكرم بها أولياءه يوم القيامة من النظر إلى وجهه ونضرته إياهم {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} (¬6) فهم بالنظر إليه ينضرون إلى أن قال:
وإنَّما جحد (¬7) رؤيته يوم القيامة إقامة للحجة الضَّالة المضلة، لأنَّه قد عرف [أنَّه] (¬8) إذا تجلى لهم يوم القيامة رأوا منه ما كانوا به قبل ذلك مؤمنين، وكان له جاحدًا] (¬9).
وقال المسلمون يا رسول الله: هل نرى ربنا؟ فقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "هل تضارون (¬10) في رؤية الشَّمس ليس دونها سحاب" قالوا: لا، قال: "فهل تضارون (¬11) في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب" قالوا: لا، قال: "فإنكم ترون ربكم يومئذٍ كذلك" (¬12).
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين ساقط من: السير، والمختصر، عدا عبارة "فعمي عن البين بالخفي" فذكرت في المختصر.
(¬2) في السير، والمختصر: ولم.
(¬3) سورة القيامة. الآيتان 22، 23.
(¬4) في السير والمختصر: لا يرى يوم. . .
(¬5) انتهى ما في السير، والمقابلة فيما بقي على المختصر والفتوى الحموية.
(¬6) سورة القمر، الآية: 55.
(¬7) في الأصل: جحدوا. والمثبت من: س، ط، والفتوى الحموية.
(¬8) ما بين المعقوفتين زيادة من: الفتوى الحموية.
(¬9) ما بين المعقوفتين ساقط من: السير والمختصر، ومذكور في الفتوى الحموية.
(¬10) في الأصل: تضاهئون. والمثبت من: س، ط.
(¬11) في الأصل: تضاهئون. والمثبت من: س، ط، ومصادر تخريج الحديث.
(¬12) الحديث أخرجه الشيخان في صحيحيهما مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ في صحيح البُخاريّ 8/ 179 كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} 22، 23 / القيامة.

الصفحة 413