كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

وقال- فيما بلغنا: "إن الله ليضحك من أزلكم وقنوطكم وسرعة إجابتكم" فقال له رجل من العرب: إن ربنا ليضحك؟ قال: "نعم" قال: لا نعدم من رب يضحك خيرًا (¬1). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= أَنْفُسِهِمْ. . .} الآية، 6/ 59، 60 - كتاب التفسير- سورة الحشر- باب {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. . .} الآية.
يقول الألباني في كتابه "مختصر العلو" للذهبي- ص: 146: "أخرجه البُخاريّ. . وابن أبي عاصم في السنة (570) ومسلم أيضًا، إلَّا أنَّه ليس عنده ذكر الضحك، وليس عندهم جميعًا ذكر لثابت ابن قيس، بل عند مسلم أنَّه أبو طلحة- رجل من الأنصار".
أقول: والحديث يروى بروايات متعددة، ولعل ذلك راجع إلى تعدد القصة، وقد نقل ابن حجر في "فتح الباري" 14/ 271 - كتاب مناقب الأنصار- باب قول الله عزَّ وجلَّ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. . .} الآية أن رجلًا من الأنصار عبر عليه ثلاثة أيَّام لا يجد ما يفطر عليه، ويصبح صائمًا حتَّى فطن له رجل من الأنصار يقال له ثابت بن قيس. . قال: وهذا لا يمنع التعدد في الصنيع مع الضيف، وفي نزول الآية.
قال السيوطي في -الدر المنثور- 6/ 195: "أخرج مسدد في مسنده وابن أبي الدُّنيا في كتابه: "قرى الضيف"، وابن المنذر عن أبي المتوكل الناجي، أن رجلًا من المسلمين مكث صائمًا ثلاثة أيَّام. . إلى أن قال: فلما أصبح ثابت غدًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا ثابت لقد عجب الله البارحة منكم ومن ضيفكم" فنزلت هذه الآية {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. . .} الآية.
(¬1) الحديث رواه بلفظ آخر ابن ماجه في سننه 1/ 64 المقدمة- باب: فيما أنكرت الجهمية- حديث / 281 - عن أبي رزين قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره" قال: قلت يا رسول الله: أويضحك الرَّبُّ؟ قال: "نعم"، قلت: لن نعدم من رب يضحك خيرًا.
ورواه الإمام أحمد في مسنده 4/ 11، 12 باللفظ الذي ذكره ابن ماجه. ذكر محمد فؤاد عبد الباقي -محقفي سنن ابن ماجه- 1/ 64، بعد الحديث ما يلي: "في الزوائد: وكيع ذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجاله احتج بهم مسلم".
ووكيع المشار إليه هو: وكيع بن حدس الراوي عن عمه أبي رزين.

الصفحة 415