كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

ربك ما وصف من نفسه عيبًا، ولا تتكلفن (¬1) بما وصف [لك] (¬2) من ذلك قدرًا.
وما أنكرَتْه نفسك ولم تجد ذكره في كتاب ربك، ولا في الحديث (¬3) عن نبيك -من ذكر صفة ربك- فلا تتكلَّفن (¬4) علمه بعقلك، ولا تصفه بلسانك، واصمت عنه كما صمت الرَّبُّ عنه من نفسه، فإن تكلفك معرفة ما لم يصف من (¬5) نفسه مثل إنكارك ما وصف منها، فكما أعظمت ما جحد (¬6) الجاحدون ممَّا وصف (¬7) من نفسه، فكذلك أعظم تكلف ما وصف الواصفون ممَّا لم يصف منها.
فقد -والله- عز المسلمون الذين يعرفون المعروف وبمعرفتهم يعرف (¬8)، وينكرون المنكر وبإنكارهم ينكر، يسمعون (¬9) ما وصف الله به نفسه من هذا في كتابه، وما يبلغهم (¬10) مثله عن نبيه، فما مرض من ذكر هذا وتسميته من الرَّبِّ (¬11) قلبُ مسلم (¬12)، ولا تكلف صفة قدره ولا تسمية غيره من الرَّبِّ مؤمن.
¬__________
(¬1) في جميع النسخ: عينًا ولا تكلفن. وفي المختار: عبثًا ولا تكلفن. والمثبت من: الفتوى الحموية.
(¬2) ما بين المعقوفتين زيادة من: الفتوى الحموية، والمختار. وقد ورد في المختار: لما وصف لك.
(¬3) في الفتوى الحموية: حديث.
(¬4) في الفتوى الحموية، والمختار: تكلفن.
(¬5) في س، ط: به.
(¬6) في الفتوى الحموية: جحده.
(¬7) في المختار: وصفه.
(¬8) في الفتوى الحموية:. . . المعروف وبهم يعرف.
(¬9) في الأصل: يسمون. والمثبت من: س، ط، والفتوى الحموية، والمختار.
(¬10) في جميع النسخ: يبلغهم. والمثبت من: الفتوى الحموية.
(¬11) من الرَّبِّ: ساقطة من الفتوى الحموية.
(¬12) في س: قلت نسلم. وهو تصحيف.

الصفحة 417