كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

نعمة، وأشباه ذلك يحرفونها عن جهتها، لأنهم هم (¬1) المعطلة.
[قلت] (¬2): فقد تبيّن مستند حكاية ابن شجاع الثلجي وزرقان وغيرهما لما ينقلونه عن أهل الإثبات من التحريف كقولهم: إن الله هو القرآن، أو إن القرآن بعضه، وظهر (¬3) أن محمد بن شجاع -إمام الواقفة (¬4) - هو وأصحابه الذين لا يقولون: القرآن مخلوق ولا غير مخلوق، يطلقون عليه أنَّه محدث بمعنى أنَّه أحدثه في غيره، وهو معنى قول (¬5) من قال: إنه مخلوق ليس بينهما فرق إلّا في اللفظ، وقد سلك هذا المسلك طوائف من أهل البدع من الرافضة وغيرهم يقولون: هو محدث مجعول، ولا يقولون: هو مخلوق، ويزعمون أن لفظ الخلق يحتمل المفترى، وهم في المعنى موافقون لأصحاب المخلوق، وقد وافقهم على الترادف طوائف الكلابية والأشعرية وخلائق من (¬6) أهل الفقه والحديث والتصوف يقولون: المحدث هو المخلوق في غيره،
¬__________
(¬1) في الأصل: هو، والمثبت من: س، ط.
(¬2) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل بمقدار أربع كلمات في بداية السطر.
وبمقدار ثلاث كلمات في: س. والكلام متصل في: ط. ولعلّه نهاية كلام ابن راهوية وبداية كلام الشَّيخ، لذا وضعت ما بين المعقوفتين ليستقيم الكلام.
وقد ورد بهامش الأصل: "ذكر ما حكى زرقان وابن شجاع عن بعض أئمة أهل السنة من البهتان، وقولهم عنهم ما لم يقولوا (ها هنا).
كل ذلك بيان من شيخ الإسلام لكذب زرقان وابن شجاع وأن هؤلاء الأئمة براء ممَّا نسبه إليهم المفترون.
وكلمة (ها هنا) التي بين القوسين في الكلام السابق كتب في هامش الأصل: "لا هنا". والمعنى لا يستقيم بها.
(¬3) في س، ط: وذكر.
(¬4) في س، ط: الواقف.
وقد تقدم الكلام على الواقفة.
(¬5) في س: قوله.
(¬6) في ط: طوائف.

الصفحة 424