كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

قال البُخاريّ في صحيحه (¬1) في كتاب الرد على الجهمية -في أثناء أبواب القرآن- باب ما جاء به في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق: (وهو فعل الرَّبّ وأمره، فالرب (¬2) بصفاته وفعله وأمره وكلامه هو الخالق المكون (¬3) غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكون).
ثم قال (¬4) بعد ذلك باب (¬5) قول الله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} (¬6) (ولم يقل: ماذا خلق ربكم). وقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإِذْنِهِ} (¬7).
وقال مسروق، عن ابن مسعود (¬8): إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئًا، حتَّى إذا (¬9) فزع عن قلوبهم، وسكن الصوت عرفوا أنَّه الحق، ونادوا: ماذا قال ربكم: قالوا الحق.
قال (¬10): ويذكر عن جابر بن عبد الله بن أنيس (¬11): سمعت (¬12)
¬__________
(¬1) صحيح البُخاريّ- 8/ 187 - كتاب التوحيد.
(¬2) فالرب: ساقطة من: س.
(¬3) في صحيح البُخاريّ: وهو الخالق هو المكون.
(¬4) في المصدر السابق 8/ 194.
(¬5) في س، ط: قال باب.
(¬6) سورة سبأ، الآية: 23.
في الأصل: بمن. وفي ط: من. وكلاهما خطأ.
(¬7) سورة البقرة، الآية: 255.
(¬8) في الأصل: ابن عباس. وهو خطأ. والمثبت من: س، ط، وصحيح البُخاريّ.
(¬9) في صحيح البُخاريّ: شيئًا فإذا فزع.
(¬10) يعني البُخاريّ: والكلام متصل في الصَّحيح.
(¬11) في س، ط: جابر بن عبد الله عن عبد الله بن أنيس. وهو خطأ.
(¬12) في صحيح البُخاريّ: قال سمعت.

الصفحة 429