كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

فإذا سمع الجاهل قولهم يظن أنهم من أشد النَّاس تعظيمًا لله، ولا يعلم أنهم إنَّما يقودون بقولهم (¬1) إلى ضلالة وكفر.
وقال (¬2) -بعد ذلك-: (بيان ما أنكرت الجهمية أن يكون الله كم موسى [صَلَّى الله على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء] (¬3).
قلنا: لم (¬4) أنكرتم ذلك؟ قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، إنَّما كون شيئًا فعبر عن الله، وخلق صوتًا فأسمع، وزعموا أن الكلام لا يكون إلّا من جوف وفم ولسان وشفتين. فقلنا: هل يجوز لمكون أو لغيره (¬5) أن يقول: {يَامُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} (¬6)، أو {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (¬7)؛ فمن زعم ذلك فقد زعم أن غير الله أدعى لربوبيته، ولو كان (¬8) كما زعم الجهمي (¬9) أن الله كون شيئًا كان يقول ذلك المكون: يا موسى إن الله (¬10) رب العالمين، لا يجوز أن يقول: {إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (¬11) وقد قال الله جل ثناؤه:
¬__________
(¬1) في الأصل، س: يقودون قولهم. وفي الرد على الجهمية: يعود قولهم. والمثبت من: ط.
(¬2) الرد على الجهمية والزنادقة: ص: 130 - 134.
(¬3) ما بين المعقوفتين ساقط من: الرد على الجهمية.
(¬4) في الأصل، س: قلنا لما. وفي الرد على الجهمية: فقلنا لما. والمثبت من: ط.
(¬5) في الرد على الجهمية: أو لغير الله.
(¬6) سورة طه، الآيتان: 11، 12.
(¬7) سورة طه، الآية: 14.
وقد ورد في جميع النسخ تقديم وتأخير على النحو: {يا موسى إنني أنا الله لا إله إلَّا أنا فاعبدني} أو {إنِّي أنا ربك}. والمثبت من: الرد على الجهمية.
(¬8) ولو كان: ساقطة من: الرد على الجهمية.
(¬9) في الرد على الجهمية: الجهم.
(¬10) في الأصل {يا موسى إنِّي أنا الله. .}.
(¬11) سورة القصص، الآية: 30. =

الصفحة 446