كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (¬1)، وقال: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} (¬2)، وقال: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} (¬3)، فهذا منصوص القرآن، وأمَّا (¬4) ما قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، فكيف يصنعون بحديث سليمان (¬5) الأعمش، عن خيثمة عن عدي بن حاتم الطَّائي، قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "ما منكم من أحد إلّا وسيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان" (¬6).
وأمَّا قولهم: إن الكلام لا يكون إلّا من جوف وفم وشفتين ولسان أليس الله قال للسماوات والأرض: {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (¬7)، أتراها أنها قالت بجوف وشفتين ولسان (¬8)؟
وقال الله -جل ثناؤه: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ} (¬9)، أتراها أنها سبحت بجوف وفم وشفتين ولسان (¬10)؟
والجوارح إذا شهدت على الكافر فقالوا (¬11): {لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا
¬__________
= ولم ترد في الأصل وكذا قوله: "ولا يجوز أن يقول".
(¬1) سورة النساء، الآية: 164.
(¬2) سورة الأعراف، الآية: 143.
(¬3) سورة الأعراف، الآية: 144.
(¬4) في الرد على الجهمية: فأمَّا.
(¬5) سليمان: ساقطة من: الرد على الجهمية.
(¬6) في الرد على الجهمية: إلَّا سيكلمه ربه ما بينه. .
وقد تقدم تخريج هذا الحديث ص: 307.
(¬7) سورة فصلت، الآية: 11.
(¬8) في الرد على الجهمية: بجوف وفم وشفتين ولسان وأدوات.
(¬9) سورة الأنبياء، الآية: 79.
(¬10) في الرد على الجهمية: ولسان وشفتين.
(¬11) في س، ط: وقالوا.

الصفحة 447