كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

قالوا [له] (¬1): صف لنا كلام ربك. قال: سبحان الله وهل أستطيع أن أصفه لكم؟!. قالوا: فشبهه لنا (¬2). قال: أسمعتم الصواعق (¬3) التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله.
وقلنا للجهمية: من القائل يوم القيامة: {يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} (¬4) أليس الله هو القائل؟
قالوا: يكون (¬5) الله شيئًا فيعبر عن الله كما كون (¬6) فعبر لموسى، قلنا: فمن القائل: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)} (¬7) أليس الله هو الذي يسأل؟ قالوا: هذا كله إنَّما يكون شيئًا فيعبر عن الله. قلنا: قد أعظمتم على الله القرية، حين زعمتم أن الله لا يتكلم فشبهتموه بالأصنام التي تعبد من دون الله، لأنَّ الأصنام لا تتكلم ولا تتحرك (¬8) ولا تزول من مكان إلى مكان.
فلما ظهرت عليه الحجة قال: إن الله قد (¬9) يتكلم، ولكن كلامه مخلوق. قلنا (¬10): وكذلك بنو آدم - عليه السلام - كلامهم مخلوق، فقد شبهتم الله تعالى بخلقه حين زعمتم أن كلامه مخلوق، ففي مذهبكم أن الله كان في وقت من الأوقات لا يتكلم حتَّى خلق التكلم، وكذلك بنو
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفتين زيادة من: الرد على الجهمية.
(¬2) لنا: ساقطة من: الرد على الجهمية.
(¬3) في الرد على الجهمية: هل سمعتم أصوات الصواعق.
(¬4) سورة المائدة، الآية: 116.
(¬5) في الرد على الجهمية: فيكون.
(¬6) في الرد على الجهمية: كون شيئًا.
(¬7) سورة الأعراف، الآيتان: 6، 7.
(¬8) في جميع النسخ: لا تكلم ولا تحرك. والمثبت من: الرد على الجهمية.
(¬9) قد: ساقطة من: الرد على الجهمية.
(¬10) في س، ط: فقلنا.

الصفحة 449