كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

آدم كانوا لا يتكلمون حتَّى خلق لهم (¬1) كلامًا، فقد (¬2) جمعتم بين كفر وتشبيه فتعالى (¬3) الله -جل ثناؤه- عن هذه الصفة، بل نقول: إن الله -جل ثناؤه- لم يزل متكلمًا إذا شاء، ولا نقول: إنه كان (¬4) [ولا يتكلم حتَّى خلق الكلام (¬5)، ولا نقول: إنه قد كان لا يعلم حتَّى خلق علمًا فعلم ولا نقول: إنه قد كان] (¬6) ولا قدرة له حتَّى خلق لنفسه قدرة (¬7)، ولا نقول: إنه قد كان ولا نور له حتَّى خلق لنفسه نورًا، ولا نقول: إنه قد كان ولا عظمة (¬8) حتَّى خلق لنفسه عظمة.
فقالت الجهمية لنا لما وصفنا من الله هذه الصفات (¬9): إن زعمتم أن الله ونوره، والله وقدرته، والله وعظمته، فقد قلتم بقول النصارى حين زعمتم (¬10) أن الله لم يزل ونوره لم يزل وقدرته.
فقلنا (¬11): لا نقول: إن الله لم يزل وقدرته، ولم يزل ونوره، ولكن [نقول] (¬12): لم يزل بنوره وبقدرته (¬13)، لا متى قدر؟ ولا كيف قدر؟.
¬__________
(¬1) في الرد على الجهمية: الله لهم.
(¬2) في الرد على الجهمية: فقد.
(¬3) في الرد على الجهمية: وتعالى.
(¬4) في س، ط: "أنَّه قد كان".
(¬5) الكلام: ساقطة من: ط.
(¬6) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط، الرد على الجهمية.
(¬7) في الرد على الجهمية: القدرة.
(¬8) في الرد على الجهمية: ولا عظمة له.
(¬9) في الرد على الجهمية: فقالت الجهمية لما وصفنا الله بهذه الصفات. . .
(¬10) في الرد على الجهمية: زعموا.
(¬11) في الرد على الجهمية: قلنا.
(¬12) ما بين المعقوفتين زيادة من: الرد على الجهمية.
(¬13) في الرد على الجهمية: لم يزل بقدرته ونوره.

الصفحة 450