كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

فقالوا: لا تكونون (¬1) موحدين أبدًا حتى تقولوا: كان الله ولا شيء.
فقلنا: نحن نقول: كان (¬2) الله ولا شيء، ولكن إذا قلنا: إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلهًا واحدًا بجيمع صفاته؟ وضربنا لهم مثلًا في ذلك فقلنا لهم (¬3): أخبرونا عن هذه النخلة، أليس لها جذع (¬4) وكرب وليف وسعف وخوص وجمار؟ واسمها اسم واحد (¬5) سميت نخلة بجميع صفاتها، فكذلك الله -جل جلاله- وله المثل الأعلى -بجميع صفاته إله واحد لا نقول: إنه [قد] (¬6) كان في وقت من الأوقات ولا قدرة حتى خلق قدرة، والذي ليس له قدرة هو عاجز، ولا نقول: قد كان في وقت من الأوقات، ولا يعلم حتى خلق فعلم، والذي لا يعلم هو (¬7) جاهل، ولكن نقول: لم يزل الله عالمًا قادرًا (¬8) مالكًا (¬9) لا متى ولا كيف؟ وقد سمى الله رجلًا كافرًا اسمه الوليد بن المغيرة المخزومي، فقال: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} (¬10) وقد كان
¬__________
(¬1) في الرد على الجهمية: لا تكونوا.
(¬2) في الرد على الجهمية: قد كان.
(¬3) لهم: ساقطة من الرد على الجهمية.
(¬4) في س، ط: جذوع.
(¬5) في الرد على الجهمية: شيء واحد.
(¬6) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والرد على الجهمية.
(¬7) في جميع النسح: فهو. والمثبت من: الرد على الجهمية.
(¬8) في س، ط: قادرًا عالمًا.
(¬9) مالكًا: ساقطة من الرد على الجهمية.
(¬10) سورة المدثر، الآية: 11.

الصفحة 451