كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

التكوين قديم لزم قدم المكونات والمخلوقات كلها، وهذا معلوم الفساد بالحس، وإن قلنا: إنه محدث لزم قيام الحوادث به.
وأما الفقهاء وأهل الحديث والصوفية وطوائف من أهل الكلام من الرادين على المعتزلة من المرجئة والشيعة والكرامية وغيرهم فيطردون ما ذكر من الأدلة (¬1) ويقولون: لا يكون فاعلًا إلّا بفعل يقوم بذاته، وتكوين يقوم [بذاته] (¬2) والخلق الذي يقوم بذاته غير الخلق الذي هو المخلوق وهذا هو الذي ذكره الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد [ومالك] (¬3) في كتبهم، كما ذكره فقهاء الحنفية كالطحاوي (¬4)، وأبي منصور الماتريدي (¬5) وغيرهم، وكما ذكره البغوي في شرح السنة (¬6)، وكما ذكره أصحاب أحمد كأبي إسحاق (¬7) وأبي بكر عبد
¬__________
(¬1) في الأصل: الدلالة.
(¬2) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(¬3) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(¬4) في كتابه عقيدة أهل السنة والجماعة ص: 6، 7 تعليق الشيخ محمد بن مانع.
(¬5) في كتاب التوحيد -لأبي منصور الماتريدي- ص: 44 - 49.
(¬6) شرح السنة -للبغوي- 1/ 177 - 180 باب الرد على الجهمية.
(¬7) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن شاقلا البغدادي، شيخ الحنابلة، جليل القدر، كثير الرواية، حسن الكلام في الأصول والفروع. توفي سنة 369 هـ.
راجع: طبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- 2/ 128 - 139. وشذرات الذهب -لابن العماد- 3/ 68.
وقد ذكر القاضي أبو يعلى في كتابه "إبطال التأويلات" مخطوط- اللوحة 147 "فصل: وجميع الأسماء والصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه أو وصفه بها رسوله قديمة موصوف بها فيما لم يزل، ولم يزل بصفاته خالقًا رازقًا موجودًا معدمًا محييًا مميتًا". . ما نصه.
". . . وقد ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن شاقلا هذه المسألة مفردة نقلتها من خط أبي بكر الكشي من أصحابنا فقال: وزعم. . ".

الصفحة 456