كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

قال: وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (¬1)، {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (¬2)، {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (¬3)، فكأنه كان ثم مضى، فقال ابن عباس: وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (¬4) سمى نفسه ذلك، وذلك قوله، أي لم أزل (¬5) كذلك. . . هذا لفظ البخاري واختصر (¬6) الحديث.
ورواه البرقاني (¬7) من طريق شيخ البخاري بتمامه، فقال ابن عباس: فأما قوله: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (¬8)، {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (¬9)، {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (¬10)، فإن الله جعل نفسه ذلك، وسمى نفسه ذلك، ولم ينحله أحدًا غيره، {وَكَانَ اللَّهُ}، أي: لم يزل كذلك، هذا لفظ الحميدي صاحب الجمع (¬11).
¬__________
(¬1) سورة الفتح، الآية: 14.
(¬2) سورة النساء، الآية: 157.
(¬3) سورة النساء، الآية: 134.
(¬4) سورة النساء، الآية: 96.
(¬5) في صحيح البخاري: يزل.
(¬6) في س، ط: بتمامه واختصر. . .
(¬7) تقدم التعريف به والكلام على روايته ص: 146، 324.
(¬8) سورة الفتح، الآية: 14.
(¬9) سورة النساء، الآية: 158.
(¬10) سورة النساء، الآية: 134.
(¬11) وهو كتاب "الجمع بين الصحيحين" للحميدي (لم يطبع).
قال عنه الذهبي: رتبه أحسن ترتيب.
مؤلفه: أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الحميدي، مؤرخ محدث، كان ظاهري المذهب، صاحب ابن حزم وتلميذه، توفي سنة 488 هـ.
راجع: الأنساب -للسمعاني- 4/ 262 - 264. وسير أعلام النبلاء -للذهبي - 19/ 120 - 127. وت: (2) ص: 121. من سير أعلام النبلاء. وكشف الظنون -لحاجي خليفة- 1/ 599.

الصفحة 459