كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

تعود إلى حرف واحد، وقالوا لهم -أيضًا- الترتيب نوعان (¬1): ترتيب ذاتي، وترتيب وجودي (¬2)، فالأول: كترتيب العلم على الحياة والمعلول على العلة التامة، وهؤلاء الذين فسروا قولهم بأنه غير مخلوق: بأنه لا يتعلق بمشيئته وقدرته سواء قالوا: إنه معنى أو هو حروف أو هو حرف ومعنى (¬3)، يقولون: إن المخلوق هو المحدث وهو ما يحدثه الله تعالى منفصلًا عنه، وإنه ما ثم (¬4) إلا قديم أو مخلوق، وما كان قديمًا (¬5) فإنه لازم لذات الله -تعالى- ولا يتعلق بمشيئته وقدرته، ولا يكون فعلًا له، وما كان محدثًا فهو المخلوق المنفصل عن الله -تعالى- وهو المتعلق بمشيئته وقدرته، ولا يقوم (¬6) عندهم بذات الله فعل ولا كلام ولا إرادة، ولا غير ذلك مما يتعلق بمشيئته وقدرته، ويقولون: لا تحل الحوادث بذاته، ولا يجوز عليه الحركة، ولا فعل حادث، ولا غير ذلك، وهؤلاء يتأولون كل ما ورد في الكتاب والسنة مما يخالف ذلك، وهو كثير جدًّا، كقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (¬7)، {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} (¬8)، وكما وصف به نفسه من المجيء، والإتيان، والنزول، وغضبه يوم القيامة، ورضاه على أهل الجنة، وتكليمه لموسى ولعباده يوم القيامة (¬9)، وتكلمه بالوحي إذا تكلم به فسمعته الملائكة.
¬__________
(¬1) في س: نوعًا.
(¬2) ذكرهما الشيخ -رحمه الله- في: درء تعارض العقل والنقل 4/ 126.
(¬3) في س، ط: معنىً وحرف.
(¬4) في س: تم.
(¬5) في الأصل: قديم. والمثبت من: س، ط.
(¬6) في الأصل: لا يقدم. والمثبت من: س، ط.
(¬7) سورة الأعراف، الآية: 54.
(¬8) سورة البقرة، الآية: 29.
(¬9) وتكليمه لموسى ولعباده يوم القيامة: كررت في س.

الصفحة 482