كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا (¬1): صف لنا كلام ربك، فقال: سبحان الله!! وهل أستطيع أن أصفه لكم؟. قالوا: فشبهه، قال: أسمعتم (¬2) الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها، فكأنه مثله (¬3).
فقوله: إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان، أي: لغة، ولي قوة الألسن كلها، أي: اللغات كلها، وأنا أقوى من ذلك (¬4).
فيه بيان أن الكلام يكون بقوة الله وقدرته، وأنه يقدر أن يتكلم بكلام أقوى من كلام، وهذا صريح في قول هؤلاء، كما هو صريح في أنَّه كلمه بصوت، وكان (¬5) يمكنه أن يتكلم بأقوى من ذلك الصوت، وبدون ذلك الصوت.
وكذلك قول أحمد (¬6): وقلنا للجهمية: من القائل يوم القيامة {يَا عِيسَى} (¬7).
وقلنا (¬8): فمن القائل: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} (¬9).
¬__________
(¬1) في الرد على الجهمية والزنادقة: قالوا له.
(¬2) في الرد على الجهمية: قال: هل سمعتم أصوات الصواعق. . .
(¬3) هذا الحديث تقدم.
(¬4) بعد كلمة "ذلك" بياض بقدر كلمة في: الأصل، س، ونجمة في: ط. وهو فاصل بين بيانه لمفردات الحديث ووجه الاستشهاد منه.
(¬5) في الأصل، س: وكأنه. والمثبت من: ط.
(¬6) في الرد على الجهمية والزنادقة ص: 132.
(¬7) سورة المائدة، الآية: 116.
في الرد على الجهمية: {يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}.
(¬8) في الرد على الجهمية: قلنا.
(¬9) سورة الأعراف، الآية: 6. =

الصفحة 501