كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

من القرآن، فسماه كلامًا ولم يسمه خلقًا، قال (¬1) {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (¬2)، وقال: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} (¬3)، وقال: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} (¬4) وقال: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} (¬5)، وقال: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (¬6) وقال: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ} (¬7).
فأخبرنا (¬8) الله - عَزَّ وَجَلَّ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يؤمن بالله، وبكلام الله، وقال: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (¬9)، وقال: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} (¬10)، وقال: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (¬11) ولم يقل حتَّى يسمع خلق الله، فهذا المنصوص (¬12) بلسان عربي مبين لا يحتاج إلى تفسير، هو بين والحمد لله (¬13)).
قلت: وقد تضمن هذا أن الله (¬14) سماه كلامًا في مواضع كثيرة،
¬__________
(¬1) في الأصل، س، والرد على الجهمية: قوله. والمثبت من: ط.
(¬2) سورة البقرة، الآية: 37.
(¬3) سورة البقرة، الآية: 75.
(¬4) سورة الأعراف، الآية: 143.
(¬5) سورة الأعراف، الآية: 144.
(¬6) سورة النساء، الآية: 164.
(¬7) سورة الأعراف، الآية: 158.
(¬8) في س، ط: أخبر.
(¬9) سورة الفتح، الآية: 15.
(¬10) سورة الكهف، الآية: 109.
وفي الرد على الجهمية: {لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}.
(¬11) سورة التوبة، الآية: 6.
(¬12) في الرد على الجهمية: فهذه نصوص.
(¬13) في الرد على الجهمية: بحمد الله.
(¬14) في س، ط: الله إذا.

الصفحة 511