كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} (¬1)، وقال: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} (¬2)
فأخبر سبحانه أنهم لا يسبقونه بالقول، ولا يعملون إلّا بأمره، وأنهم لا يتكلمون بالشفاعة إلّا من (¬3) بعد أن يأذن (¬4) لهم، وأنهم مع ذلك لا يعلمون ما قال {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} (¬5)، أي: جلى (¬6) عن قلوبهم فأزيل الفزع كما يقال: قردت البعير: إذا أزلت قراده، وتحوب (¬7) وتحرج وتأثم وتحنث إذا أزال (¬8) عن نفسه الحوب (¬9) والإثم والحرج والحنث، فإذا أزيل الفزع عن قلوبهم قالوا حينئذ: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوْا الْحَقَّ} (¬10)، وفي كل ذلك تكذيب للمتفلسفة من الصابئية (¬11) ونحوهم، ومن أتباعهم من أصناف المتكلمة والمتصوفة والمتفقهة (¬12) الذين خلطوا الحنيفية بالصابئية (¬13) فيما يزعمونه من تعظيم العقول والنفوس التي يزعمون أنها هي الملائكة، وأنها متولدة عن الله لازمة
¬__________
(¬1) سورة النجم، الآية: 26.
(¬2) سورة النبأ، الآية: 38.
(¬3) من: ساقطة من: س، ط.
(¬4) في س، ط: يأذن الله.
(¬5) سورة سبأ، الآية: 23.
(¬6) في جميع النسخ: خلى. والمثبت من: تفسير الطبري، وابن كثير، والدر المنثور. وتقدمت اللفظة في الصفحة السابقة.
(¬7) في ط: تحرب. والحوب: الإثم.
انظر: مختار الصحاح ص: 160، (حوب).
(¬8) في الأصل: زال. والمثبت من: س، ط.
(¬9) في ط: الحرب. وهو خطأ.
(¬10) سورة سبأ، الآية: 23.
(¬11) في ط: الصابئة.
(¬12) في ط: المتعمقة.
(¬13) في س، ط: الصابئة.

الصفحة 524