كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

الظاهر ويفهمه الناس من ظاهره، فلفظة (الظاهر) قد صارت مشتركة فإن الظاهر في الفطر السليمة واللسان العربي والدين القيم ولسان السلف غير الظاهر في عرف كثير من المستأخرين (¬1)، فإن أراد الحالف بالظاهر شيئًا من المعاني التي هي من خصائص المحدثين، أو ما يقتضي نوع نقص بأن يتوهم أن الاستواء مثل استواء الأجسام على الأجسام، أو كاستواء الأرواح (¬2) إن كانت عنده لا تدخل في اسم (¬3) الأجسام فقد حنث في ذلك وكذب (¬4)، وما أعلم أحدًا يقول ذلك إلَّا ما يروى عن مثل داود الجواربي البصري (¬5)، ومقاتل بن سليمان الخرساني (¬6)، وهشام بن
¬__________
(¬1) في س، ط: المتأخرين.
(¬2) في الأصل: الكلمة غير واضحة. وفي س: أرواح. والمثبت من: ط والمجموع.
(¬3) في س، ط: أمم.
(¬4) في الأصل: بعد كلمة (كذب) غير واضحة. وما ظهر منها و"على الله. . . " والكلام يستقيم بدونها كما أثبته من: س، ط، والمجموع.
(¬5) قال عنه الذهبي في "لسان الميزان 2/ 23 ": رأس في الرفض والتجسيم من مرامي جهنم.
وقال أبو بكر بن أبي عون: سمعت يزيد بن هارون يقول: الجواربي والمريسي كافران.
وفي لسان الميزان -لابن حجر- 2/ 427: أن ابن حزم ذكر أن داود هذا كان يزعم أن ربه لحم ودم على صورة الإنسان.
وللاطلاع على رأيه في التجسيم يراجع: -أصول الدين- للبغدادي - ص: 74.- والملل والنحل -للشهرستاني- 1/ 87.
(¬6) تقدم التعريف به ص: 245 وترك أصحاب الحديث لروايته.
قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد 13/ 163 ": " .. متهم متروك الحديث، مهجور القول، وكان يتكلم بالصفات بما لا يحل الرواية عنه" ونقل -في المصدر السابق ص: 166 - عن أبي حنيفة أنه قال: أفرط مقاتل في التشبيه حتى جعل الله مثل خلقه.
وانظر رأيه في التجسيم والتشبيه في مقالات الإِسلاميين لأبي الحسن الأشعري =

الصفحة 557