كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

قال: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} (¬1)، ففيه من علم الله ما شاءه الله (¬2) -سبحانه- لا جميع علمه.
ومثل هذا كثير في كلام الإِمام أحمد كما رواه الخلال (¬3) عن أبي الحارث (¬4) قال: سمعت أبا عبد الله يقول: (القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر؛ لأنه يزعم أن علم الله مخلوق، وأنه لم يكن له علم حتى خلقه).
وكما روي (¬5) عن محمَّد بن إبراهيم الهاشمي (¬6) قال: (دخلت على أحمد بن حنبل، أنا وأبي، فقال له أبي: يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟ قال: القرآن من علم الله، ومن قال: إن من علم الله شيئًا مخلوقا (¬7) فقد كفر).
وذكر ذلك لأن من الجهمية من يقول: علم الله بعضه مخلوق وبعضه غير مخلوق، وقد يقول: إن الله وإن جعل القرآن من علمه فبعض ذلك مخلوق.
¬__________
(¬1) سورة آل عمران، الآية: 61.
(¬2) لفظ الجلالة لم يرد في: س، ط.
(¬3) لم أقف عليه في السنة (المسند من مسائل أبي عبد الله أحمد بن حنبل) رواية أبي بكر الخلال، لعدم ظهور بعض لوحاته.
وانظر نحوه: في "السنة" لعبد الله بن أحمد بن حنبل- ص: 4.
(¬4) لم أقف عليه.
(¬5) أي: الخلال في السنة "المسند من مسائل أبي عبد الله أحمد بن حنبل" مخطوط اللوحة: 162.
(¬6) قال عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 449: "محمَّد بن إبراهيم الهاشمي، عن إدريس الأودي، وعنه حرمي بن عمارة. لا يعرف".
(¬7) في السنة: ومن قال من علم الله شيء مخلوق. .

الصفحة 583