أكفرتهم؟ قال: قرأت في كتاب الله غير موضع: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} (¬1)، [فذكر الكلام] (¬2).
قال ابن ثواب: ذاكرت ابن الدورقي (¬3) فذهب إلى أحمد ثم جاء فقال في: سألته فقال لي كما قال لك، إلّا أنه قال (¬4): زادني: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} (¬5) ثم قال لي أحمد: إنما أرادوا الإبطال.
وقد فسر طائفة منهم: ابن حزم (¬6)، كلام أحمد بأنه أراد بلفظ
¬__________
= راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- 7/ 291، 292. وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- 1/ 131، 132.
(¬1) سورة الرعد، الآية: 37.
(¬2) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والسنة.
(¬3) هو: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد العبدي، المعروف بالدورقي، كان ثقة متقنًا.
قال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة 252 هـ.
انظر: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- 4/ 2 / 202. وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- 1/ 414، 415. وتهذيب التهذيب -لابن حجر - 11/ 381، 382.
(¬4) في ط: قد.
(¬5) سورة النساء، الآية: 166.
(¬6) هو: أبو محمَّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري. يقول ابن كثير -رحمه الله-: "والعجب كل العجب منه أنه كان ظاهريًّا حائرًا في الفروع، لا يقول بشيء من القياس، لا الجلي ولا غيره، وهذا الذي وضعه عن العلماء، وأدخل عليه خطأ كبيرًا في نظره وتصرفه، وكان مع هذا من أشد الناس تأويلًا في باب الأصول، وآيات الصفات، وأحاديث الصفات. . ". توفي سنة 456 هـ.
انظر: وفيات الأعيان -لابن خلكان- 3/ 325 - 330. وسير أعلام النبلاء -للذهبي- 18/ 184 - 212. والبداية والنهاية -لابن كثير- 12/ 99، 100.
كما يقول الشيخ -رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل 5/ 249، 250 " "وابن حزم مع معرفته بالحديث، وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة