كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

أنه (¬1) تعالى يصح منه إيجاد الحروف والأصوات، أما في الوقوع فذلك عندنا (¬2) غير ممكن؛ لأنه تعالى موجد لجميع أفعال العباد، ومنها هذه الحروف والأصوات، فكيف يمكننا إنكار كونه موجدًا لها على مذهبهم وهم يثبتون (¬3) ذلك بالسمع.
ومعلوم أن الجزم بوقوع الجائزات التي لا تكون محسوسة لا يستفاد إلا من السمع، فإذا كان المعنى بكونه متكلمًا عندهم أنه (¬4) خلق هذه الحروف والأصوات، ولم يثبتوا له من كونه تعالى خالقًا صفة (¬5) أو حالة أو حكمًا (¬6) أزيد من كونه خالقًا لها، فقد (¬7) تعين أنه لا يمكن منازعتهم في ذلك ثبت أنه لا نزاع بيننا وبينهم من جهة (¬8) المعنى في كونه متكلمًا بالتفسير الذي قالوه.
وأما النزاع من جهة اللفظ فهو أن يقال: لا نسلم أن لفظة (¬9) المتكلم في اللغة موضوعة لموجد الكلام، والناس قد أطنبوا من الجانبين في هذا المقام، وليس ذلك (¬10) مما يستحق الإطناب، لأنه بحث لغوي
¬__________
(¬1) في نهاية العقول: أن الله.
(¬2) عندنا: ساقطة من: نهاية العقول.
(¬3) في نهاية العقول: وأما على مذهبهم فهم يثبتون. . . .
(¬4) في الأصل، س: إلا أنه. ولا يستقيم المعنى بذلك. وقد وردت العبارة في نهاية العقول: "وإذا كان لا معنى لكونه متكلمًا عندهم إلا أنه. . " والمثبت من: ط.
(¬5) في نهاية العقول: ولم يثبتوا له تعالى من كونه خالقًا لها صفة. .
(¬6) في س، ط: وحكمًا.
(¬7) في نهاية العقول: وقد.
(¬8) في نهاية العقول: من حيث.
(¬9) في نهاية العقول: لفظ.
(¬10) في نهاية العقول: هو.

الصفحة 598