كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

بمثل هذا الكلام، على أن صفات الأجناس لا تقع بالفاعل، ثم زيفنا ذلك من وجوه عديدة (¬1)، وتلك الوجوه بأسرها عائدة ها هنا، فهذا هو الكلام على من استدل على امتناع أن يكون الكلام الواحد أمرًا ونهيًا وخبرًا واستخبارًا (¬2) معًا.
وأمَّا الذي يدل على أن الأمر كذلك فلا يمكن أن يعول (¬3) فيه على الإجماع من الحكاية (¬4) التي ذكرها أبو إسحاق الإسفرائيني، ولم نجد لهم نصًّا، ولا يمكن أن يقال (¬5) فيه دلالة عقلية (¬6)، فبقيت المسألة بلا دليل.
وإنَّما قال: لا يمكن التعويل فيها على الإجماع، لأنَّ الذي اعتمد عليه في أن علم الله واحد (¬7) ما نقله عن القاضي أبي بكر أنَّه عول فيها على الإجماع فقال (¬8): "القائل قائلان: قائل يقول: الله عالم [بالعلم] (¬9) قادر بالقدرة، وقائل يقول: [إن (¬10) الله ليس بعالم (¬11) بالعلم، ولا قادرًا بالقدرة] (¬12)، وكل من قال بالقول الأول قال: إنه عالم بعلم واحد، قادر (¬13) بقدرة واحدة، فلو قلنا: إنه عالم بعلمين أو أكثر كان
¬__________
(¬1) في نهاية العقول: عدة.
(¬2) في نهاية العقول: أمرًا نهيًا خبرًا استخبارًا.
(¬3) في س: نقول. وفي ط: نعول.
(¬4) في نهاية العقول: للحكاية. وسوف يشير إليها الشَّيخ فيما بعد.
(¬5) قوله: ولا يمكن أن يقال: ساقط من: نهاية العقول.
(¬6) في س: عقيله.
(¬7) في س: واحدًا.
(¬8) في نهاية العقول -مخطوط- اللوحة: 157 - الأصل العاشر- القسم الثالث الفصل الأول في وحدة علم الله وقدرته.
(¬9) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، ونهاية العقول.
(¬10) إن: ساقطة من: س، ط، ونهاية العقول.
(¬11) في نهاية العقول: ليس عالمًا. .
(¬12) ما بين المعقوفتين مكرر في: س.
(¬13) في نهاية العقول: وقادر.

الصفحة 610