كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

نقص:
قال (¬1): ومما تمسك به الأستاذ أبو إسحاق والقاضي أبو بكر (¬2) وغيرهما: أن قالوا: الكلام القديم هو القول الذي لو كان كذبًا لنافى العلم به من حيث أن العالم بالشيء من حقه أن يقوم (¬3) به إخبار عن المعلوم على الوجه الذي هو معلوم له، وهكذا القول في الكلام القائم بالنفس شاهدًا و (¬4) هو الذي يسمى التدبير أو حديث النَّفس، وهو ما يلازم العلم.
قال (¬5): فإن قيل: لو كان العلم ينافي (¬6) الكذب، لم يصح من الواحد منا كذب على طريق الجحد، وليس كذلك فإن ذلك متصور (¬7) موهوم.
قلنا: الجحد إنما يتصور من العالم بالشيء في العبارة (¬8) باللسان دون القلب، وصاحب الجحد وإن جحده باللسان هو معترف بالقلب، فلا يصح منه الجحد بالقلب.
فإن قالوا: لا يمتنع تصور الجحد بالقلب، وتصور (¬9) العلم في النَّفس جميعًا.
قلنا: إن قدر ذلك على ما تصورونه فلم يكن ذلك كلامًا على
¬__________
(¬1) القائل: أبو القاسم الأنصاري.
(¬2) أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الإسفراييني، والقاضي أبو بكر الباقلاني. وقد تقدمت ترجمتهما.
(¬3) في الأصل: تقوم. والمثبت من: س، ط.
(¬4) في ط: شاهد أو. . .
(¬5) أي: أبو القاسم النصاري.
(¬6) في الأصل: من. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
(¬7) في س: مقصور.
(¬8) في س: العبادة.
(¬9) في الأصل: س: تصوير. والمثبت من: ط.

الصفحة 644