كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

أن يحد العلم بعد أن تعقب حدود الناس بالإبطال (¬1)، ورد قول من زعم أنَّه غني عن الحد (¬2)، وأنه (¬3) يعرف بالتقسيم والتمثيل.
قال (¬4): هو صفة جازمة قائمة بالنفس يوجب لمن قام به
¬__________
= بسيف الدين، الأصولي المتكلم أحد أئمة الأشاعرة وصاحب التصانيف في المذهب الأشعري، توفي سنة 631 هـ.
راجع: طبقات الشافعية -للسبكي- 8/ 306، 307. وشذرات الذهب -لابن العماد- 5/ 144، 145. والأعلام -للزركلي- 5/ 153.
(¬1) راجع تعقب الآمدي لحدود الناس للعلم في كتابه "أبكار الأفكار" - مخطوط في دار الكتب المصرية تحت رقم 1603 - علم الكلام - الجزء الأول - اللوحات 1 - 16.
والكتاب حقق الجزء الأول منه د. أحمد المهدي محمد المهدي للحصول به على درجة الدكتوراة. ولم أقف على الكتاب بعد تحقيقه إلّا على الجزء المتعلق بالدراسة.
(¬2) ذهب القاضي -أحد أئمة الأشاعرة- إلى أن الحد راجع إلى قول الحاد المبني عن حقيقة المحدود وصفته، معتمدًا في ذلك على أنَّه لو كان الحد هو الحقيقة لصدق إطلاق الحد على كل ما يصدق عليه إطلاق الحقيقة، وهو غير مطرد في حق الله تعالى حيث يقال له حقيقة ولا يقال له حد.
وقد رد عليه الآمدي في أبكار الأفكار -اللوحة 17 من الجزء الأول زعمه هذا واختار أن الحد لا يكون بنفس الحقيقة، بل بما هو خارج عنها، وهو دليل عليها.
(¬3) في س، ط: أو أنَّه.
(¬4) في الأصل، س: وقال. والمثبت من: ط. وهو المناسب للسياق.
وقد ورد في "أبكار الأفكار" الجزء الأول - اللوحة 2 - قوله: ". . والأشبه في تحديده أن يقال: العلم عبارة عن حصول صورة معنى في النفس لا يتطرّق إليه في النفس احتمال كونه على غير الوجه الَّذي حصل عليه، ونعني بحصول المعنى في النفس تميزه في النفس عما سواه، وتدخل فيه العلم بالإثبات والنفي والمفرد والمركب وتخرج عنه الاعتقادات والظنون. . ".
وذكر محقق الجزء الأول من "أبكار الأفكار" في القسم الخاص بالدراسة ص: 133، أن الآمدي بعد ذكره لتعريفات إمام الحرمين والغزالي والرازي ومناقشتها قال: "والأشبه في تحديده أن يقال: العلم عبارة عن صفة يحصل بها =

الصفحة 677