كتاب التسعينية (اسم الجزء: 2)

أن يكون ذلك هو المراد من لفظ الكلام والقول والأمر والنهي، الَّذي لفظه ومعناه من أشهر المعارف عند العامة والخاصة، فعلم أن الَّذي قلتموه باطل بلا ريب.
الوجه السادس والعشرون:

أن ثبوت الكلام لله بالأمر والنهي والخبر أثبتموه (¬1) بالإجماع، والنقل المتواتر (¬2) عن الأنبياء -عليهم السلام- ومن المعلوم أن هذا المعنى الَّذي (¬3) ادعيتم أنَّه معنى كلام الله، لم يظهر في الأمة إلّا من حين حدوث ابن كلاب ثم الأشعري بعده، إذ قبل (¬4) [قول] (¬5) ابن كلاب لا (¬6) يعرف في الأمة أحد فسر كلام الله بهذا.
ولهذا لما ذكر الأشعري اختلاف الناس في القرآن، وذكر أقوالًا كثيرة (¬7) فلم يذكر هذا القول إلّا عن ابن كلاب، وجعل له ترجمة فقال (¬8): هذا قول عبد الله بن كلاب.
قال عبد الله بن كلاب: إن الله لم يزل متكلمًا، وإن كلام الله صفة
¬__________
(¬1) في الأصل: أثبتوه. وأثبت ما رأيته مناسبًا لسياق الكلام من: س، ط.
(¬2) ذكر الإجماع والنقل المتواتر عن الأنبياء - عليهم السلام - الآيجي في كتابه "المواقف في علم الكلام" ص: 293.
ونص على الإجماع -أيضًا- عبد القاهر البغدادي في كتابه "أصول الدين" ص: 106، والباقلاني في "التمهيد" ص: 238، 239.
وانظر: نهاية العقول - مخطوط - للرازي - اللوحة رقم 798.
(¬3) في س: والذي.
(¬4) في الأصل: إذا قيل. وفي س: إذ قيل.
وهو تصحيف فيهما. والمثبت من: ط.
(¬5) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط.
(¬6) في ط: ولا.
(¬7) راجع هذه الأقوال في "مقالات الإسلاميين" للأشعري - 2/ 256 - 259.
(¬8) الأشعري في المقالات - 2/ 257، 258.

الصفحة 683